التاسعة رأى أمه تقصي إلى الدير (١٦٩٩)، فلما بلغ الحادية عشرة سمع الكهنة يتحسرون على صهر أجراس الكنيسة لصنع المدافع، وسأل أباه لم يذهب الروس خارج روسيا للقتال في سبيل مدينة نائية كنازفا، واشمئز بطرس حين وجد أن وريثه لا يستطيب سفك الدماء.
وبينما كان بطرس مشغولاً ببناء سانت بطرسبورج، مكث ألكسيس بموسكو، وأحب كنائسها وأساليب حياتها القديمة. وقد كره تمزيق البطريركية ومصادرة الدولة للممتلكات الديرية. وعلمه كاهن اعترافه أن يدافع عن الكنيسة دائماً أياً كان الثمن. وغدا ألكسيس المعبود ومعقد الآمال للجماعات الكنسية والأرستقراطية التي أبغضت علمنة بطرس لروسيا وتغريبها، وانتظرت بفارغ الصبر الوقت الذي يجلس فيه على العرش ذلك الفتى المتدين المطواع. وكان بطرس لا يراه إلا لماماً، فإذا رآه وبخه عادة، وضربه أحياناً، كما فعل حين اكتشف القيصر أن الصبي زار أمه خفية في ديرها. وأوشك استياء الفتى أن يكون كرهاً. واعتراف لكاهنه اجناتيف أنه يتمنى لو مات أبوه. ولم ير اجناتيف في هذا إثماً، فقال لألكسيس "إن الله سيغفر لك فكلنا نتمنى موته، لأنه حمل الشعب أحمالاً ثقيلة (٣١) ".
وفي ١٧٠٨ بعث بطرس ابنه إلى درسدن ليدرس الهندسة وفن التحصين. وفي ١٧١١ تزوج ألكسيس بمدينة تورجو شارلوت كرستينا صوفيا، أميرة برونزيك- فولنفبوتل. ولم يستطع أن يغتفر لها رفضها التخلي عن مذهبها اللوثري واعتناق المذهب الأرثوذكسي الروسي. واتخذ الخليلات حتى من المواخير، وأفرط في الشراب. وعقب أن ولدت له شارلوت طفلاً زارها بصحبة مومس (٣٢). وبعد عام ماتت زوجته وهي تلد (١٧١٥). واستدعاه بطرس إلى سانت بطرسبورج بخطاب غاضب حوى عبارات تنذر بالويل والثبور "إنني لا أضن بحياتي، ولا بحياة أحد من رعاياي، ولن أستثنيك من هذه القاعدة. فعليك أن تصلح من حالك، وأن تجعل نفسك نافعاً للدولة، فإن لم تفعل حرمتك من الميراث (٣٣) ". وحاول ألكسيس تهدئة ثائرة أبيه بالتخلي عن حقوقه في العرش، وقال إنه سيقنع بالعيش عيشة هادئة في الريف. وشعر بطرس بأن هذا ليس حلاً. ففي ٣٠ يناير ١٧١٦ كتب إلى ألكسيس يقول: