(شلوس) الشهير في الضاحية التي اتخذت اسمها، شارلوتنبرج. وتوافد على صالونها في قصر شارلوتنبرج العلماء والفلاسفة وأحرار الفكر واليسوعيين والقساوسة اللوثريين، وكانت شارلوت تحب أن تحفزهم لخوض المعارك اللاهوتية التي كانت أحياناً تستغرق الليل كله. هناك استوعبت زوجة أخيها، كارولين ملكة إنجلترا، العلم والفن اللذين ستجف لهما إنجلترا. فلما حضرت الوفاة شارلوت (إذا صدقنا رواية حفيدها فردريك الأكبر) رفضت عروض القساوسة الكاثوليك والبروتستنت على السواء بالصلاة من أجلها، وقالت لهم إنها تموت في سلام، وإنما تشعر بحب الاستطلاع أكثر من الرجاء أو الخوف، لأنها الآن ستشبع فضولها حول أصل الأشياء "الذي لم يستطع حتى ليبنتز أن يفسره لي قط"، وعزت زوجها الشديد الولع بالمراسم بقولها إن موتها "سيتيح له فرصة تشييعها بجنازة فخمة (٦) ". لقد كانت صوفيا شارلوت واحدة من نساء كثيرات ذوات خلق وتعليم، جملن ألمانيا والقرن السابع عشر ينزلق إلى الثامن عشر.
أما بلاط برلين، وهو واحد من نيف وثلاثمائة بلاط أفنت آنئذ موارد الإمبراطورية، فلم يكن له من منافس سوى البلاط السكسوني. وقد خلف أوغسطس القوي، الذي حكم سكسونيا (١٦٩٤ - ٢٧٣٣) باسم الناخب فردريك أوغسطس الأول، لأوربا رهطاً من الأبناء غير الشرعيين، ومنهم المارشال دي ساكس الشهير. وجعل عاصمته "أجمل مدينة في ألمانيا (٧) " ومركز الفنون الصغيرة ومفخرتها، ولكن السكسون لم يستطيعوا أن يغفروا له ارتداده عن مذهبه، واستعماله أموالهم ورجالهم في حروب بولندة، وترف بلاطه الباهظ التكاليف.
وقد أسهمت إمارة هانوفر الناخبة في التاريخ هذه الحقبة بإيوائها ليبنتنر وضمها إنجلترا. وفي ١٦٨٥، تزوجت صوفيا أميرة بالاتين المخلوعة، وابنه اليزابيث ستيوارت (ملكه بوهيميا)، من ارنست أوغسطس، الذي أصبح ناخب هانوفر. وقد أربك علمها الواسع زوجها، فقد كانت تتحدث خمس لغات بطلاقة تكاد تكون تامة، وتعرف من التاريخ الإنجليزي أكثر مما يعرفه السفراء الإنجليز في بلاطها. وظلت حيناً تحتفظ في هانوفر بصالون يؤمه العلماء والفلاسفة. ولكنها كانت تتحرق شوقاً للحصول على عرش إنجلترا لولدها جورج: كان