كل منهم اثنتي عشرة شجرة قبل أن يتزوج. وصمم ومول شق قناة فردريك وليم لتربط نهري الأودر وسبري. ولما ألغى لويس الرابع عشر مرسوم نانت، أصدر الناخب الأكبر "مرسوم بوتسدام"(نوفمبر ١٦٨٥) الذي دعا الهيجونوت المنكوبين للمجيء إلى براندنبورج-بروسيا والإقامة فيها، وبعث مندوبين ليوجهوا هجرتهم ويمولوها (٥)، وجاء عشرون ألفاً، فكانوا مهمازا حفز الصناعة البروسية، وألفوا خمسة أفواج في الجيش البروسي. وكان فردريك وليم نفسه، كما كان سليله فردريك الأكبر، يكد ويكدح في الإدارة بهمة لا تني، وقد أرسي ذلك المبدأ الذي قبله بعد ذلك القيصر بطرس و "المستبدون المستنيرون" من حكام القرن الثامن عشر، ومؤداه أن على الملك أن يكون خادم الدولة المكرس. وقد أدرك أن التعصب الديني معطل للتطور الاقتصادي والسياسي، فتفرد في ألمانيا بأن سمح لشعبه بالبقاء على المذهب اللوثري في حين ظل هو على مذهبه الكلفني، ومنح الحرية الدينية للكاثوليك، والموحدين، واليهود.
ومات عام ١٦٨٨ وقد بلغ الثامنة والستين. وكانت وصيته التي قسم فيها ولاياته العديدة بين أبنائه كفيلة بأن تمحو ما أحدثه حكمه من أثر موحد، لولا أن خلفه رفض الوثيقة واحتفظ بالسلطة المركزية. واكتسب هذا الخلف-وهو فردريك الثالث-مودة الإمبراطور ليوبولد الأول بالانضمام إليه ضد فرنسا، ومن أجل هذا، ومن أجل ثمانية آلاف مقاتل، منحه ليوبولد لقب" ملك بروسيا". وقد توج باسم فردريك الأول في كونجزبرج في ١٨ يناير ١٧٠١، وبدأت بروسيا مسيرتها نحو بسمارك والوحدة الألمانية.
ومن المفاخر التي ازدان بها سجل فردريك إنشاؤه جامعة هالي، ومفخرة أخرى تذكر له أنه عضد جهود زوجته الثانية في النهوض بلطائف الثقافة والفكر في برلين. وقد اشتعرت هذه الزوجة، واسمها صوفيا شارلوت، ابنه صوفيا ناخبة هانوفر، بأنها أجمل النساء وأذكاهن في ألمانيا. فجلبت إلى بلاط برلين من مقامها الطويل في باريس مزيجاً جذاباً من الثقافة والظرف. وبإلحاحها وإلحاح ليبنتز، أنشأ فردريك أكاديمية برلين للعلوم، التي قدر لها أن تصنع التاريخ في عهد فردريك الثاني. وبنى الناخب لزوجته (١٦٩٦) القلعة أو القصر