(١٧٠٩) القمائن التي أنتجت أول خزف (برسلان) صلب في أوربا.
على أن الموسيقى هي التي وجدت فيها الروح الألمانية أبرز تعبير لها، وكان هذا العدد بمثابة العشية التي بزغ بعدها صبح يوهان سبستيان باخ. أما الأشكال والآلات فجاءت من إيطاليا، ولكن الألمان سكبوا فيها عاطفتهم الرقيقة وتقواهم الضخمة. فبينما تفوقت إيطاليا في اتساق الأصوات، وفرنسا في الإيقاع الرشيق، تقدمت ألمانيا إلى مكان الصدارة في الليدة (الأغنية الألمانية)، وموسيقى الأرغن، والكورال. وفي ألحان ج. ف. كريجر المسماة "١٢ سوناتا بكمانين"(١٦٨٨) نجد متتالية السوناتا قد أرسيت فعلاً في ثلاث حركات-الالليجرو (الأعجل)، واللارجو، (البطيء جداً)، والبريستو (السريع). وكانت موسيقى الآلات، المتطورة من رقصات (كالبافان، والسربنده، والجافوت، والجيج الخ) تعلن استقلالها عن الرقص والصوت جميعاً.
وكان الطلب على الموسيقيين الإيطاليين لا يزال كبيراً في ألمانيا. فملك كافاللي على ميونيخ، كما ملك من بعده فيفالدي على دارمشتات. واستوردت الأوبرا الإيطالية، وعرضت أول عرض لها في ألمانيا بتورجاو (١٦٢٧)، وتلت ذلك عروض أخرى في ريجنسبورج، وفيينا، وميونيخ. وكانت أول أوبرا ألمانية ( Singspiel) هي "آدم وحواء" من تلحين يوهان تايلي، وقد أخرجت بهامبورج في ١٦٧٨، ومنذ ذلك التاريخ ظلت هامبورج تتزعم الأوبرا والدراما الألمانيتين طوال نصف قرن. هناك أنتج هندل "الميرا" و "نيرون" في ١٧٠٥، و "دافني" و "فلورندا" في ١٧٠٦، قبل أن يذهب لغزو إنجلترا. والاسم الكبير في الأوبرا الألمانية في ذلك العهد هو راينهارد كايزر، الذي أنتج ١١٦ أوبرا لفرقة هامبورج.
وبعد ١٦٤٤ انتزع المؤلفون الألمان مكان الصدارة من الإيطاليين في التأليف للأرغن والكنيسة. وعبرت ترانيم بأول جرهارت عن عقيدته اللوثرية العنيدة. وسيطر يان راينكن على الأرغن في كنيسة "كاتريننكرشي" بهامبورج من ١٦٣٣ حتى وفاته عام ١٧٢٢ في