بينوا مجمعاً في فيينا الكاثوليكية وأن يخلعوا شعاراتهم، وأباح رجوع اليهود إلى بوهيميا. وتعهد يهود بوهيميا بدفع أربعين ألف جولدن كل عام إسهاماً منهم في القضية الإمبراطورية في تلك الحرب الكبيرة. ورغبة في تهدئة خواطر المسيحيين الذين تذمروا من سياسة فرديناند الثاني المتسامحة، أمر (١٦٣٥) بأن يستمع يهود براغ كل أحد للعظات المسيحية، وفرض الغرامات عقاباً للتهرب أو النوم أثناء العظات.
واتسعت المستوطنات العبرية في ألمانيا بسرعة بعد صلح وستفاليا. فقد سوأت فظائع الحرب إلى حد ما سمعة التعصب والاضطهاد. وأقبل مئات اليهود من بولندة بعد المذابح المنظمة التي تلت ثورة القوزاق التي نشبت في ١٦٤٨. وفيما بين عامي ١٦٧٥و ١٧٢٠ كان يختلف إلى أسواق ليبزج من التجار اليهود كل سنة ٦٤٨ تاجراً في المتوسط. واستعان الأمراء الألمان بالمهارة اليهودية في إدارة مالياتهم وتنظيم تموين جيوشهم وقصورهم. مثال ذلك أن صموئيل أو بنهايمر أشرف على المالية الإمبراطورية خلال الحملات التي اختتم بها القرن السابع عشر، وأشرف سمسون فرتايمر على القوميسارية الإمبراطورية في حرب الوراثة الأسبانية. وكان من أثر نفوذه الإمبراطورة مارجريت تريزا، الأسبانية المولد اليسوعية الروح، على زوجها ليوبولد الأول أنه أمر بنفي اليهود من النمسا، ولكن الناخب الأكبر فردريك وليم رحب بكثير من المنفيين في براندنبورج، ونمت الجالية اليهودية في برلين حتى غدت من أكبر الجاليات في أوربا.
ومنذ القرن الثاني عشر كان يهود وسط أوربا يطورون لهجتهم "الييدية Yiddish" المؤلف معظمها من إضافات ألمانية مع إضافات عبرية وسلافية، والمكتوبة بأحرف عبرية. وواصل اليهود المتعلمون دراسة العبرية، ولكن المطبوعات العلمانية التي نشرها الأشكنازيم أصبح معظمها بالييدية. وظهر أدب بيدي، غني بالفكاهة المرة والعاطفة البيتية، في قصص شعبية منقولة عبر القرون والحدود، وفي تمثيليات قصيرة Purimspiele لمهرجان الربيع المرح، وفي أمثال من الحكمة البسيطة (كقولهم "أب واحد يعول عشرة أبناء، ولكن عشرة أبناء لا يعولون أباً واحداً"(٣٩)). وقبل ١١٥ لم يكن في استطاعة هذا الأدب أن يفاخر إلا بمؤلف مرموق واحد، هو أيليا بوشر، وهو عالم