وسماها-وهي أن أشعة الضوء المارة من ثقب صغير إلى حجرة مظلمة تنشر على الحائط المواجه باتساع أكبر مما تنتجه الخطوط المستقيمة من المصدر إلى الحائط، وأن أشعة الضوء تنحرف انحرافاً طفيفاً عن الخط المستقيم حين تمر بأطراف جسم معتم، وقد أفضت هذه الكشوف وغيرها بجريمالدي إلى قبول الرأي الذي ألمع إليه ليوناردو دافنشي، وهو أن الضوء يتحرك في موجات متسعة. ووافق هوك، ولكن هويجنز هو الذي أثبت نظرية الموجات التي ما زالت شائعة بين الفيزيائيين. وفي كتاب آخر من عيون العلم الحديثة يدعى "رسالة في الضوء"(١٦٩٠) أورد هويجنز النتائج التي توصل إليها من دراسة بدأت قبل اثنتي عشرة سنة: وهي أن الضوء تنقله مادة افتراضية سماها "الأثير"(عن المرادف اليوناني للسماء)، وتصور أنها تتألف من أجسام صغيرة، قاسية، مرنة، تنقل الضوء في موجات دائرية متعاقبة تنشر خارجة من المصدر المضيء. وعلى هذه النظرية أسس قوانين الانعكاس، والانكسار المزدوج، وعزا للحركة المغلفة للأمواج قدرة الضوء على الحركة حول الأركان والأجسام المعتمة، وفسر الشفافية بأن افترض أن جزيئات الأثير من الدقة بحيث تستطيع