للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جون شور الشوكة الرنانة. وقام بوريللي، وففياني، وبيكار، وكاسيني، وهويجنز، وفلامستيد، وبويل، وهالي، ونيوتن، بمحاولات في هذه الفترة لإيجاد سرعة الصوت. وكان أقرب تقدير لتقديرنا الحالي هو تقدير بويل، الذي قرر أنها تبلغ ١. ١٢٦ قدماً في الثانية. وقرر وليم ديرام (١٧٠٨) أن هذه المعرفة يمكن الانتفاع بها في حساب بعد العاصفة بملاحظة الفترة بين وميض البرق والصاعقة.

ولعل النصف الثاني من القرن السابع عشر أزهى فترة في تاريخ فيزياء الضوء، فأولاً، ما هذا الضوء؟ لقد غامر هوك، وهو المستعد دائماً للتنقيب عن الصعوبات، برأي يزعم أن الضوء "ليس إلا حركة خاصة لأجزاء الجسم المضيء (٤٢) "-أي أن الضوء لا يختلف عن الحرارة إلا في الحركة الأسرع التي تتحركها الجزيئات (١) المكونة للجسم. ثانياً، ما مدى سرعة تحركه؟ لقد افترض العلماء إلى ذلك الحين أن سرعة الضوء غير محدودة، وحتى هوك المغامر قال أنها على أية حال أكبر من أن تقاس. وفي ١٦٧٥ برهن فلكي دنمركي يدعى أولاوس رويمر، استقدمه بيكار إلى باريس، على سرعة الضوء المحدودة، إذا لاحظ أن فترة خسوف أقرب التوابع إلى قلب المشتري تتفاوت حسب اقتراب الأرض أو ابتعادها من ذلك الكوكب. وقد أثبت بحسابات مبنية على زمن دورة التابع وقطر فلك الأرض، أن التفاوت في زمن الخسوف الملحوظ راجع إلى الزمن الذي يستغرقه الضوء من التابع ليقطع فلك الأرض، وعلى هذا الأساس الهزيل حسب سرعة الضوء بنحو ١٢٠. ٠٠٠ ميل في الثانية (وتقديرنا الحالي يبلغ ١٨٦. ٠٠٠ ميل).

ولكن كيف ينتقل الضوء؟ أيتحرك في خطوط مستقيمة، إذا كان الأمر كذلك فكيف يدور حول الزوايا؟ لقد اكتشف فرنانشسكو جريمالدي، الأستاذ اليسوعي ببولونيا، (١٦٦٥) ظاهرة الانحراف


(١) قارن المفهوم الحالي للضوء، وهو أنه طاقة مشعة مرئية. فكل الأجسام يفترض أنها ترسل باستمرار طاقة مشعة. والإشعاع من أجسام أدفأ من جسم الإنسان يحس بها الجلد حرارة، ولكن إذا زيدت درجة حرارة الجسم زيادة كافية أصبح مضيئاً-أي أن بعض إشعاعه المنبعث تحسه العين ضوءاً.