للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أي غاز يتناسب تناسباً عكسياً مع حجمه-أو أن ضغط الغاز مضروباً في حجمه يكون ثابتاً عند درجة حرارة ثابتة. وقد أذاع هذا المبدأ أول مرة في ١٦٦٢، وفي سماحة وكرم نسب الفضل فيه إلى تلميذه وتشرد تاونلي. وكان هوك قد توصل إلى الصيغة ذاتها في ١٦٦٠ بتجارب مستقلة، ولكنه لم يذعها إلا في ١٦٦٥. وتوصل قس فرنسي يدعى ادمي ماريوت في نحو الوقت الذي توصل فيه بويل إلى نتيجة مماثلة، وهي "أن الهواء ينضغط حسب الثقل الواقع عليه"، ونشر هذا في ١٦٧٦، واسمه لا اسم بويل هو المرتبط في القارة بقانون الضغط الجوي. وأياً كان صاحب الفضل في القانون، فإنه كان من أسلاف الآلة البخارية والثورة الصناعية.

وتابع بويل وهوك رأي بيكون في أن "الحرارة حركة تمدد لا في الجسم كله بشكل منتظم، بل في أجزائه الصغرى (٣٩) ". وقد وصف هوك الحرارة بأنها "خاصية تنشأ في جسم ما من حركة أجزائه أو هيجانها"، وميز بينها وبين النار واللهب، اللذين نسبهما إلى فعل الهواء في الأجسام المحماة. قال "كل الأجسام لها درجة ما من الحرارة فيها" وذلك لأن "أجزاء جميع الأجسام وإن لم تكن شديدة الصلابة إلا أنها تتذبذب قطعاً (٤٠) "، أما البرودة فليست إلا مفهوماً سلبياً. وسلي ماريوت أصحابه حين أراهم أن "البرودة" يمكن أن تحترق، فبلوح مقعر من الثلج ركز ضوء الشمس على البارود فانفجر. وقد أذاب الكونت ايرنفريد فالتر فون تشيرنهاوس، صديق سبينوزا، الخزف الصيني والريالات الفضية بتركيزه ضوء الشمس عليها.

وفي فيزياء الصوت برهن إنجليزيان-هما وليم نوبل وتوماس بيجوت-كل على حدة (نحو ١٦٧٣) على أن أجزاء مختلفة من الوتر، لا الوتر كله فحسب، قد تتذبذب بنغمات توافقية، تجاوباً مع وتر قريب ومتصل، ينقر أو يضرب أو يثني. وقد اقترح ديكارت هذا على ميوسين، وعملاً بهذه الفكرة توصل جوزف سوفير، مستقلاً إلى نتائج شبيهة بما توصل إليه الإنجليزيان (١٧٠٠)، ويجدر بنا أن نشير هنا إلى أن سوفير، الذي كان أول من استعمل كلمة acoustics " السمعيات"، كان أصم وأبكم منذ ولادته (٤١). وفي ١٧١١ اخترع