أبحاثها إلى علوم الحياة. فأوضح هوك بالتجربة ما قرره من قبل السر كينيلم ديجبي-ذلك "المشعوذ الكبير" كما دعاه ايفلين (٥٢): وهو أن النباتات تحتاج إلى الهواء لتحيا. فعرض بذرة خس في التربة في العراء، وفي نفس الوقت بذرة مماثلة في تربة مماثلة في حجرة مفرغة، ونمت البذرة الأولى بوصة ونصفاً في ثمانية أيام، أما الثانية فلم تنم على الإطلاق. ووجد هوك بين جزء الهواء المستعمل في الاحتراق وبين الجزء المستعمل في تنفس النبات والحيوان، ووصف هذا الجزء المستهلك بأنه نتري الطبيعة (١٦٦٥). وأوضح أن الحيوانات التي توقف تنفسها مكن الإبقاء على حياتها بنفخ الهواء في رئاتها بمنفاخ. واكتشف البناء الخلوي للنسيج الحي، واخترع لفظ "الخلية cell" لدلالة على مركباته العضوية. ورأى أعضاء الجمعية من خلال مكرسكوبه في ابتهاج خلايا الفلين الذي قدر هوك أن البوصة المكعبة منه تحوي ١. ٢٠٠. ٠٠٠. ٠٠٠ خلية. ودرس هستولوجيا (علم الأنسجة) الحشرات والنباتات، وعر رسوماً طريفة لها في كتابه "ميكروجرافيا"ز لقد وقف هوك دائماً قاب قوسين أو أدنى من جاليليو ونيوتن.
وأسهم عضو آخر في الجمعية هو جون راي في إضفاء الشكل الحديث على علم النبات. وكان ابن حداد، ولكنه شق طريقه إلى كمبردج، وأصبح زميلاً لكلية ترنتي، ورسم قساً أنجليكانياً. وقد أخلص للدين والعلم على السواء، شأنه في ذلك شأن بويل. واستقال من زمالته لأنه أبى التوقيع على "قانون التوافق" (١٦٦٢) الذي يتعهد موقعه بعدم مقاومة تشارلز الثاني، وانطلق من تلميذه فرانسس ويلاجبي في رحلة يجوبان فيها أوربا لجميع البيانات اللازمة لوصف منظم لمملكتي الحيوان والنبات. واضطلع يلاجبي بعلم الحيوان، ولكنه مات بعد أن أكمل الفصول الخاصة بالطيور والأسماك. وفي ١٦٧٠ أصدر راي " Catalogus Plantarum Angliae قائمة بنبات إنجلترا" أصبحت إطار علم النبات الإنجليزي. واقترح راي "طريقة جديدة لتقسيم النبات"-مستعيناً في ذلك بما وضعه يواقيم يونجيوس في ١٦٧٨ من مصطلحات محسنة وتصنيف منقح، فقسم كل الزهريات إلى ثنائية الفلقة dicotyledons وأحادية الفلقة monocotyledons