أخرى أثر في نفسي تأثيراً شديداً، حتى أنني أجبت حين أخبرني أحدهم بأنك مريض ولن تعيش، بأن من الخير أن تموت. وأود أن تغتفر لي هذه القسوة لأنني الآن مقتنع بأن ما فعلته صواب، وأسألك الصفح عن إساءتي الظن بك في هذا الأمر، وعن قولي أنك أصبت الفضيلة في الصميم بمبدأ وضعته في كتاب "الأفكار" الذي ألفته، ونويت أن تواصله في كتابه آخر، وعن أنني حسبتك خطأ من أنصار هوبز. كذلك أسألك الصفح عن قولي أو ظني بأن هناك خطة لبيعي منصباً، أو لتوريطي …
وأني خادمك الخاضع المنكود الحظ
إسحاق نيوتن (٤٨)
وذكر بيبيس في خطاب تاريخه ٢٦ سبتمبر ١٦٩٣ "اضطراباً في … الرأس أو العقل" تدل عليه رسالة تلقاها من نيوتن. وقد خلف هويجنز عند وفاته (١٦٩٥) مخطوطة فيها دون فيها تحت يوم ٢٩ مايو ١٦٩٤ أن "مستر كولين، وهو رجل اسكتلندي، أنبأني أن عالم الهندسة الشهير إسحاق نيوتن أصابه لوثة قبل ثمانية عشر شهراً" ولكنه استعاد صحته فبدأ يفهم كتابه "المبادئ". وأرسل هويجنز التقرير إلى ليبنتز في رسالة مؤرخة ٨ يونيو ١٦٩٤ قال فيها:"إن الرجل الطيب المستر نيوتن أصيب بنوبة من الخبل لازمته ثمانية عشر شهراً، وقيل أن أصحابه شفوه منها بالعقاقير وإبقائه محبوساً (٤٩) " وظن البعض أن هذا الانهيار العصبي صرف نيوتن عن العلم إلى سفر الرؤيا، ولكنا لا نستطيع الجزم بهذا. وقيل "أنه لم يركز قط كما ألف أن يركز، ولم يقم بأي جهد جديد (٥٠) " ومع ذلك ففي ١٦٩٦ حل على الفور تقريباً مسألة حسابية اقترحها يوهان برنوللي "على أذكى الرياضيين في العالم"، وكذلك فعل بمسألة وضعها ليبنتز عام ١٧١٦ (٥١). وقد أرسل رده على برنوللي غفلاً من الاسم بطريق الجمعية الملكية، ولكن برنوللي حزر على الفور أن صاحبه نيوتن، إذ تبين "الأسد من مخلبه" على حد قوله. وفي عام ١٧٠٠ اكتشف نظرية آلة السدس، ولم يكتشف النقاب عنها إلا بخطاب لهالي، ووجب أن يعاد اختراعها عام ١٧٣٠. ويبدو أنه شرف المناصب العسيرة التي بادرت الدولة بتعيينه فيها.