وكان شاباً رقيق الشعور سريع التأثر. وفي ١٦٦٩ أرسل إلى الكلية صأثر. وفي ١٦٦٩ اليسوعية في تولوز ليتلقى أحسن تعليم كلاسيكي يمكن أن توفره له أسرته ومواردها، فأحب أساتذته حباً جماً، وسرعان ما تحول إلى الكثلثكة في حماسة بلغت به إلى درجة محاولته تحويل أبيه وأخيه إليها. فاحتملاه في صبر وجلد، وبعد ذلك بسبعة عشر شهراً عاد إلى مذهب أبيه. ولكنه بات الآن هرطيقاً مرتداً. فكان عرضة لملاحقة الكنيسة الكاثوليكية له. فأرسله أبوه حماية له منها، إلى الجامعة الكلفنية في جنيف (١٦٧٠)، أملاً في أن يلتحق بيير بخدمة الكنيسة البروتستانتية وهناك على أية حال وقع بيل على مؤلفات ديكارت، وبدأ يتسرب إلى نفسه الشك في كل أشكال المسيحية.
وبعد استكمال دراسته أقام في جنيف وروان وباريس مشتغلاً بالتدريس، ثم ارتقى إلى أستاذ للفلسفة في معهد الهيجونوت في سيدان (١٦٧٥). ولكن المعهد أغلق في ١٦٨١ بأمر من لويس الرابع عشر كجزء من حرب الاستنزاف ضد مرسوم نانت، ووجد بيير له ملجأ في روتردام، والتحق بوظيفة أستاذ للتاريخ والفلسفة في "المدرسة الكبيرة"، أكاديمية البلدية. وكان من أوائل المفكرين المهاجرين الكثيرين الذين اتخذوا من الجمهورية الهولندية في ذاك الزمان قلعة للفكر المستقل.
وكان راتبه ضئيلاً، ولكنه قنع بالعيش البسيط ما دام في مقدوره الحصول على الكتب. ولم يتزوج قط، مؤثراً المكتبة على الزوجة. ولم يكن غير مدرك لمفاتن النساء وأفضالهن، وربما شكر لأية سيدة فاضلة كريم عنايتها به، ولكنه عانى طوال حياته من الصداع، ومن "دوار نصفي" أو انقباض في الصدر واكتئاب يلازمه، ولا ريب في أنه تردد في إشراك قرينة له فيما يعانيه من علل وأمراض. ومهما يكن من أمر فقد كانت تمر به لحظات ينزع فيها إلى السخرية، ذلك أنه عندما حاول الأب ميمبورج اليسوعي الفرنسي في كتابه "تاريخ الكلفنية" أن يبرهن على أن القساوسة الكاثوليك كانوا قد قبلوا التحول إلى البروتستانتية رغبة في الزواج، تساءل بيل: كيف يمكن أن يكون هذا، "فأية محنة أكبر من الزواج؟ (١٢) ".