للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

به في روتردام أن يقيموا له تمثالاً إلى جوار تمثال ارزم (٣٨)، وأغروا الناشرين بطبع المقال الأصلي عن داود. وعلى مدى عشر سنين من وفاته كان الطلاب يقفون صفوفاً في مكتبة مازاران في باريس حتى يأتي دورهم في قراءة القاموس (٣٩). وجاء في تقرير عن المكتبات الخاصة أن الطلب عليه كان أكثر من كلب أي كتاب آخر (٤٠). وقد أحس بتأثيره كل مفكر ذي شأن تقريباً. وكان معظم كتاب ليبنتز "الفلسفة الإلهية" أو تبرير حكمة العدالة الإلهية في وجود الشر، محاولة صريحة للرد على بيل. كذلك نبع منه كتابات لسنج عن تحرير العقل ودفاعه عن التسامح-ويحتمل أن فردريك الأكبر استمد تشككه أصلاً من بيل، لا فولتير، وأطلق على القاموس "عصارة الإحساس السليم" (٤١). واقتنى أربع مجموعات منه في مكتبته، وأشرف على إصدار طبعة رخيصة موجزة منه في مجلدين ليجذب عدداً أكبر من القراء (٤٢). وكان تأثير بيل على شافتسبري ولوك أخف، وعرفه كلاهما في هولندا، وسار لوك في "رسالة التسامح" (١٦٨٩) على خطى بيل في "التعليقات" (١٦٨٦).

ولكن أعظم تأثير لبيل كان بطبيعة الحال على فلاسفة الاستنارة وكان فطامهم على القاموس. ومن الجائز أن مونتسكيو وفولتير أخذا عنه أسلوب الاستشهاد بالمقارنات والنقد الآسيوي للنظم الأوربية. ولم تكن "دائرة المعارف" (١٧١٥)، كما حكم فاجويه "مجرد طبعة منقحة مزيدة قليلاً من قاموس بيل (٤٣). ولكن كثيراً من وجهة نظرها وآرائها التوجيهية نبعت من هذين المجلدين، كما أن المقال الذي كتب في دائرة المعارف عن التسامح كثيراً ما أحال القارئ على قاموس بيل على اعتبار أنه "وفى الموضوع حقه". كما أن ديدرو أعترف في صراحته المعهودة، بفضل بيل عليه، وحياه بأنه "أعظم شارح مهيب لمذهب الشك في العصور القديمة والحديثة معاً (٤٤). أما فولتير فكان بيل ولد من جديد، مع رئتين أصح ومزيد من النشاط والطاقة والسنين والثراء والذكاء. وأطلق بحق على "القاموس الفلسفي" أنه ترديد لقاموس بيل (٤٥). وكثيراً ما اختلف قرد فرني الفاتن عن بيل، مثال ذلك أن فولتير ذهب إلى أن الدين كان قد ساعد على تشجيع الأخلاق ورعايتها، وأنه لو أن بيل كان لديه خمسمائة أو