المعاصرين أن نعتقد أنها مثيرة له. وهذا في كل الأحوال ما يؤكده العقل والتجربة على السواء (٢٦).
وأخفقت كل هذه الحجج في أن تحرك مشاعر البروتستانت. وأفسد لويس الرابع عشر الخطة ومزق معالم الزينة بإلغاء مرسوم نانت، وشن حرب وحشية على البروتستانت في فرنسا، ووضع ليبنتز مشروعه جانباً انتظاراً لفرصة ملائمة.
وفي ١٦٨٧ قام ليبنتز بثلاث جولات فيربوع ألمانيا والنمسا وإيطاليا، ليبحث في السجلات والمحفوظات المتناثرة هنا وهناك عن حوليات أسرة برنزويك. وفي روما، وعلى إفتراض أنه قد يقبل الارتداد إلى الكاثوليكية، عرضت عليه السلطات هناك أن يكون أميناً لمكتبة الفاتيكان، ولكنه رفض هذا المنصب. وقام بمسعى جريء بغية إلغاء المراسيم الكنسية التي صدرت عند كوبرنيكس وجاليليو (٢٧). وبعد رجوعه إلى هانوفر، بدأ في ١٦٩١ ثلاث سنين من المراسلات مع بوسويه أملاً في إحياء حركة توحيد العالم المسيحي من جديد. هل يمكن أن توجه الكنيسة الكاثوليكية الدعوة لعقد مجلس عالمي بالمعنى الصحيح يشهده البروتستانت والكاثوليك ليعيدوا النظر في القرار الذي اتخذه مجلس ترنت ودمغ فيه البروتستنات بالهرطقة ويلغيه؟. أن الأسقف الذي كان لفوره قذف هؤلاء "المهرطقين" بمقاله "خلافات الكنائس البروتستانتية"(١٦٨٨)، رد رداً لا يبشر بالوصول إلى تسوية: إذا رغب البروتستانت في العودة إلى حظيرة الكنيسة المقدسة، فإن عليهم أن يرتدوا إلى الكثلكة ويضعوا حداً للحوار. وتوسل إليه ليبنتز أن يعيد النظر في موقعه. وساند بوسويه هذا الأمل وقال: إني أنضم إلى المشروع … ستسمع عما قريب ما يجول بخاطري (٢٨). وفي ١٦٩١ كتب ليبنتز إلى مدام برينون في تفاؤله المعهود:
إن الإمبراطور يقف موقفاً ودياً. كما أن البابا أنوسنت الحادي عشر ونفراً من الكاردينالات والقواد، وطوائف الرهبان وكثيراً من رجال الدين الوقورين الذين درسوا الموضوع بعناية، قد أدلوا بآرائهم بطريقة مشجعة غاية التشجيع .. وليس من المبالغة في شيء أن أقول بأنه لو أن ملك