إعلان الحرب، تعهد البرلمان بتأييد وليم في أية أحلاف قد يدخل فيها بهدف الحد من سيطرة فرنسا المتزايدة. وتحقيقاً لهذا الهدف أقر تجنيد ثلاثين ألفاً من جنود البحر واعتمد مبلغ مليونين وسبعمائة ألف جنيه. واستجابة لنداء من الجمعية الوطنية الهولندية أمر وليم عشرين سفينة وعشرة آلاف جندي بالإبحار إلى هولندا. وفي يوليه عبر هو نفسه البحر إلى لاهاي.
وكان الإمبراطور الذي يطالب بأراضي الإمبراطورية الأسبانية بأسرها، بالفعل في حرب. وفي مايو ١٧٠١ أرسل جيشاً مكوناً من ستة آلاف من الفرسان وستة عشر ألفاً من المشاة للاستيلاء على ممتلكات أسبانيا في شمال إيطاليا، وعهد بقيادة هذا الجيش إلى أمير شاب، قدر له أن ينافس مالبرو نفسه باعتباره قائداً-هو ويجين سافوي.
وكان جده شارل أمانويل دوق سافوي، أما والده الأمير يوجين موريس فقد استقر به المقام في فرنسا بلقب كونت دي سواسون. أما والدته فهي أولمب مانسيني إحدى بنات أخي مازاران الفاتنات. وطلب يوجين نفسه في ١٦٨٣، وهو في سن العشرين، من لويس الرابع عشر أن يويله قيادة فوج من الجنود، فأبى عليه ذلك نظراً لصغر سنه، فهجر فرنسا والتحق بخدمة الإمبراطور، واشترك مع سوبسكي في تخليص فيينا وتعقب الأتراك، وجرح في الاستيلاء على بودا، وجرح ثانية في حصار بلجراد، وقاد القوات الإمبراطورية إلى الانتصار الحاسم على الأتراك في سنتا ١٦٩٧، وتحلى يوجين بكل المزايا اللهم إلا جمال الوجه والجسم. ووصفه فرنسي عدو له بأنه "هذا الرجل القبيح الضئيل الجسم الذي ينقلب أنفه فوق شفة عالية قصيرة إلى حد أنها لا تغطي أسنانه (٤٩) "، على حين تبين فيه فولتير "صفات البطل في الحرب، ومناقب الرجل العظيم زمن السلم، وذهناً مشرباً بروح العدل والإنصاف والاعتداد بالنفس، وشجاعة لا تلين ولا تهن في قيادة الجيوش (٥٠) ". والآن وهو في الثامنة والثلاثين قاد قواته فوق الألب، وتفوق على الكتائب الفرنسية هناك، ومع توالي انتصاراته على كاتينا وفيلروا، كسب الإمبراطور كل دوقية مانتوا تقريباً (سبتمبر ١٧٠١)، قبل إعلان حرب الوراثة الأسبانية بزمن طويل.
وفي الوقت عينه كانت الدبلوماسية قد مهدت لعشر سنين من