اليوم، وأراد أن يتزوجها. ولكن لويس الرابع عشر عبس، وزكى له ابنته غير الشرعية، دوقة بلوا، تزكية قوية. وأطاع فيليب (١٦٩٢)، ولكنه واصل تعلقه الشديد بالآنسة سيري حتى ولدت له ابناً. فنفاها الملك الغاضب من باريس. وبعث لها فيليب بالمال الكثير، ولكنه حاول أن يكون وفياً لزوجته، دون أن يوفق في ذلك طويلاً. ومنحته ابنة، هي دوقة بيري المستقبلة، التي أصبحت أغلى حب له وأمر مأساة في حياته.
وبعد موت أبيه (١٧٠١) خلفه فيليب على لقب الدوقية وثروة الأسرة، دون أن يلتزم بشيء، إلا أن يستمتع بحياته في السلم ويخاطر بها في الحرب. وكان قد قاتل قبل ذلك ببسالة ضد الحلف الأعظم (١٦٩٢ - ٩٧)، وأصابته من جراء ذلك جراح كبيرة. ثم نال الآن مزيداً من الامتياز ببسالته المستهترة في حرب الوراثة الأسبانية (١٧٠٢ - ١٣). فلما نجا من الموت كافأ نفسه بوليمة من البغايا. وكان في آثامه كلها، وفي غير استهتاره الديني، يحتفظ بلطف في السلوك وتهذيب وأدب في الحديث يذكر الناس بشباب "الملك الشمس" الحالم.
ولم يخطر ببال فيليب أن من حقه أن يطالب بالوصاية على العرش إلا بعد أن أزيح جميع الورثة المباشرين من الطريق، أما بالموت وأما بالمعاهدة. واتهمته الشائعات بأنه سمم أمراء البيت المالك ليخلو له الطريق إلى الملك، ولكن الأجيال التالية وافقت لويس الرابع عشر على رفضه هذه الفرية. وبدأت عدة جماعات ترى فيه شراً أهون من دوق مين ودوقتها. فالبروتستنت الفرنسيون الذين قبلوا اعتناق الكاثوليكية تحت الإكراه بالتهديد تمنوا ارتقائه إلى منصب الوصي لما توسموا فيه من ميل ملحوظ إلى التسامح. كذلك الجانسنيون الذين قاسوا من الاضطهاد الملكي والمراسيم البابوية، وكذلك أصحاب "العقول القوية" أو أحرار الفكر الذين أبهجتهم فكرة حكم رجل حر الفكر لفرنسا، وكذلك جمهور باريس الذي سئم صرامة الملك المتوفى وتزمته الذي جاء متأخراً، وكذلك جورج الأول ملك إنجلترا، الذي عرض على فيليب المعونة المالية فرفضها، وأهم من هؤلاء جميعاً أن "نبلاء السيف"-