محترماً، لم تفسده زيادة الثقة وكثرة المال، ولم يكن في مسلكه، ولا في بطانته، ولا في مائدة طعامه، ولا في أثاثه، ما يصدم الناس. وقد احتمل بصبر وثبات عجيبين كل المضايقات التي سببتها عملياته، حتى إذا قارب النهاية .. .. أصبح سريع الغضب حاد الطبع".
ولكن بعض النبلاء لم يرضوا عنه لأنه أجنبي وبروتستنتي، ولاحظوا أنه هو وزوجته والإنجليزية لم يكونا متزوجين زواجاً شرعياً رغم ما بدا من إخلاصهما الواحد لصاحبه. ورغبة منه في التخفيف من هذا العداء، قبل المواطنة الفرنسية والمذهب الكاثوليكي الروماني.
واستعمل سلطانه مهمازاً يحفز به رضاء وطنه الثاني، فخفض الضرائب، وأنهى النظام السقيم الفاسد الذي كانت الوكالات الأهلية تتبعه في جميع الضرائب، وأظهر نحو جماهير الشعب عطفاً لم يعهد في رجال المال. وقسم ضياعاً كبيرة ملكاً للكنيسة أو النقابات ليزرعها الفلاحون، لا بل اقترح عقب تعيينه مراقباً عاماً إلزام الكنيسة ببيع جميع الأملاك التي اقتنتها بعد عام ١٦٠٠ - أعني نصف جميع ممتلكاتها الفرنسية (٢٥) -وسبق طورجو بإلغائه الرسوم المفروضة على نقل الأغذية والسلع داخل فرنسا، ونظم بناء الطرق والكباري والقنوات أو ترميمها، واستقدم مهرة الصناع من الخارج ليؤسسوا صناعات جديدة، وشجع التوسع الصناعي بتخفيضه نسبة الفائدة على القروض، وزادت المشروعات الفرنسية ستين في المائة في مدى العامين (١٧١٩ - ٢٠) اللذين بلغ فيهما قمة سلطته، وأحيا البحرية التجارية وضاعفها بالتوسع في التجارة مع آسيا وأفريقيا، وأمريكا، وكانت السفن الفرنسية التي تحمل التجارة الخارجية، تبلغ ست عشرة في مارس ١٧١٩، فأصبحت ٣٠٠ في يونيو ١٧٢٠، وعادت التجارة الخارجية الفرنسية في عهد لو إلى الأوج الذي أدركته تحت كولبير. وأقنع النبلاء الفرنسيين بتمويل إنتاج البن والتبغ في لويزيانا، ومول هو نفسه تطوير منطقة نهر أركنساس. وفي ١٧١٨ أسست نيو أورليانز، واتخذت لها اسماً من اسم أسرة الوصي.
على أن المشروع الأمريكي لم يكتب له التوفيق رغم جهود لو