ولكن متى وكيف جاءه هذا الاسم الجديد؟ الظاهر أن هذا كان حوالي فترة سجنه في الباستيل، فنحن نلقاه أول مرة في المرسوم الذي ذكرناه آنفاً. وظن بعضهم (١٠٢) إنه جناس تصحيفي anagram أي تغيير في ترتيب أحرف كلمة Arovet L (e) J (eune) باعتبار الـ U هي حرف V والـ I هي حرف J- أما المركيزة دكريكي (١٠٣) فردته إلى كلمة "فوتير"، وهي مزرعة صغيرة على مقربة من باريس ورثها فولتير عن أحد أبناء عمومته، ولم يرث معها أي حقوق سيادية، ولكن آرويه، كبلزاك، اتخذ الإضافة التي يلحقها السادة بأسمائهم " de" بحق العبقرية، ووقع-كما في إهداء تمثيليته الأولى-بهذا الاسم "آرويه دفولتير") ولكنه عما قليل لن يحتاج لغير اسم واحد للدلالة على نفسه في أي بلد في أوربا.
وكانت تلك التمثيلية-أوديب-حدثاً في تاريخ فرنسا الأدبي. لقد كانت وقاحة صارخة من فتى في الرابعة والعشرين ألا يكتفي بتحدي كورنيي، الذي أخرج تمثيلية "أوديب" في ١٦٥٩، بل يتحدى سوفوكليس أيضاً، الذي ظهرت مسرحيته "أوديب ملكاً" في ٣٣٠ ق. م. أضف إلى ذلك أن قصة فولتير كانت قصة سفاح للمحارم، يمكن أن تحمل على محمل التعريض بالعلاقات بين الوصي وابنته-وهي بالضبط التهمة التي سجن بسببها آرويه. وقد فسرتها هذا التفسير دوقة مين واغتبطت بها، وكان الشاعر قد فكر في تمثيليته أثناء وجوده في قصرها. وطلب فولتير بجرأته المألوفة إلى الوصي أن يأذن له بإهدائه التمثيلية، وتردد الوصي، ولكنه أذن بإهدائها لأمه. وأعلن أن حفلة الافتتاح ستكون في ١٨ نوفمبر ١٧١٨. وتكون حزبان من رواد مسارح باريس-أنصار الوصي، وأنصار دوقة مين، وتوقع الناس أن مباراة الفريقين في صيحات الاستهجان وهتاف الاستحسان ستجعل من التمثيل مهزلة صاخبة. ولكن المؤلف الذكي كان قد ضمن مسرحيته أبياتاً تسر أحد الفريقين، وأخرى تسر الفريق الآخر. فأرضت الفريق المناصر للوصي فقرة تصف كيف طرد الملك لايوس حرس القصر الغالي النفقة (كما فعل فليب)، وأرضى اليسوعيين أن يروا كيف أحسن تلميذهم الإفادة من المسرحيات التي كانوا يخرجونها في كلية لوي-لجران؛ أما أحرار الفكر فقد صفقوا بحماسة لبيتين من الشعر ورداً في المشهد