له كبير سند من الواقع في النصف الأول من القرن الثامن عشر، فقد كانوا في كثير من الحالات عديمي المبالاة، وقحين، متمردين، لا يترددون في التنقل من بيت إلى بيت لقاء أجر أفضل. وكان كثير منهم يسرقون رب البيت وربته والضيوف إذا استطاعوا، ويشربون خمر مولاهم، وتلبس الخادمات حلي سيداتهن أو ملابسهن.
وكانت قمة انتماء شخص ما إلى المجتمع العصري، بعد أن يقبل في البلاط الملكي، أن يلم بمنتجع للمياه المعدنية، يشرب فيه المياه الطبية، أو يستحم مع صفوة القوم بعيداً عن البحر المختلط. واشتهرت تنبردج بينابيعها، ولكن روادها كانوا أخلاطاً. أما عيون ابسوم فكانت تقدم لروادها الموسيقى، ورقصات المريسة، والكلاب المؤدية للألعاب، والمياه المسهلة وإن لم تجمع بعد معادنها في "أملاح ابسوم". ولم يكن الاستحمام في البحر رياضة محببة، وإن لحظ تشسترفيلد شيئاً منه في سكاربرو، ولكن في ١٧٥٣ تدفقت إلى البحر موجة بشرية بفضل كتاب الدكتور رتشرد رسل "في سل الغدد وفائدة مياه البحر في أمراض الغدد"، وتفتحت قرى ساحلية مثل برايتون لتزدهر منتجعات للاستحمام، مع أنها لم تعرف من قبل غير أسر صيادي السمك المتواضعة.
أما الأرستقراطيون ففضلوا مدينة باث. فهناك، وسط أرقى البريطانيين من ذوي الأسقام، يشرب الرواد-ويستحمون في مياه خبيثة الرائحة موصوفة لشفاء أوصاب من أتخموا بالغذاء الطيب. وكانت مدينة الينابيع الصغيرة قد فتحت أول غرفة ذات مضخة في ١٧٠٤، وأول مسارحها في ١٧٠٧، وبعد عام أول "غرف اجتماعاتها" التي نوهت بها قصص فيلدنج وسموليت. وفي ١٧٥٥ اكتشف الحمام الروماني الكبير. وأعاد جون وود وابنه بناء المدينة بالطراز الكلاسيكي كما سنرى. وفي ١٧٠٥، أصبح ناش "الجميل"، وكان محامياً ومقامراً، دكتاتور حياتها الاجتماعية. فحظر السيوف في أماكن اللهو العامة، ووفق في أن يجعل المبارزات-في باث-عملاً ضاراً بالسمعة. وأقنع الرجال بأن يلبسوا الأحذية المكشوفة بدلاً من الطويلة. وكان هو ذاته يلبس قبعة بيضاء هائلة، وسترة كثيرة الوشي