إلى بلام في الوزارة، وأوفد إلى لاهاي ليقنع الهولنديين بالانضمام إلى إنجلترا في حرب الوراثة النمساوية. فأدى المهمة بلباقة وحذق، ورقى إلى منصب نائب الملك في إيرلندة (١٧٤٥) وكانت السنة الوحيدة التي قضاها في إيرلندة أنجح سني حياته. فقد أنشأ المدارس والصناعات وطهر الحكومة من الفساد والرشوة، وصرف شئون الحكم بكفاية ونزاهة. وأنهى اضطهاد الكاثوليك، ورق العديدين منهم إلى مناصب الحكومة وبلغ من اكتسابه احترام السكان الكاثوليك له أنهم حين غزل المطالب الشاب بالعرش الإنجليزي إنجلترا من إسكتلندة، وتوقعت إنجلترا ثورة في إيرلندة تنشب في الوقت ذاته، رفضوا أن يثوروا على تشسترفيلد.
ورد إلى إنجلترا وزيراً (١٧٤٦). ولكن أستاذ الرقة واللباقة اقترف غلطة مدمرة. ذلك أنه تودد إلى خليلة الملك لا إلى الملكة، فنجحت كارولين في تدبير سقوطه. وفي ١٧٤٨ طلق الحياة العامة، وانكفأ كما قال إلى "حصاني، وكتبي، وأصحابي (٩٨) " وعرض عليه جورج الثاني لقب الدوقية، ولكنه رفضه. وفي ١٧٥١ قاد حركة تبنى التقويم الجويجوري، وتحمل وطأة استياء الشعب من "السرقة البابوية" لأحد عشر يوماً من الشعب الإنجليزي. وفي ١٧٥٥ سلط عليه جونسون ناره بمناسبة إهداء المعجم الذي ألفه، ونلقى نظرة على هذه المعركة الصاخبة في موضع لاحق.
وكان خلال ذلك يكتب الرسائل لولده منذ ١٧٣٧. وينم حبه لهذه الثمرة الجانبية لسفارته الأولى في هولنده على الحنان الذي أخفاه عن الجماهير خلال أكثر حياته. قال للفتى:"منذ رأت عيناك نور الحياة أصبح شغلي الشاغل، المحبب إلى نفسي، أن أكمل ما يسمح به قصور الطبيعة البشرية (٩٩) ". وقد خطط تعليم فليب، لا ليجعله مسيحياً مثالياً، بل ليعده للسياسة والدبلوماسية. وبدأ الغلام في الخامسة بخطابات عن الأساطير الكلاسيكية والتاريخ القديم. وبعد عامين راح يعزف النغمة التي لن يفتأ يلح عليها في رسائله. يقول: