ورأس الوزارة جيمس ستانهوب سبع سنين. ومن أول قوانينه وأكثرها شعبية رده جون تشرشل، دوق ملبره-الذي اتهمه المحافظون من قبل-لجميع مناصبه السابقة، خصوصاً القيادة العامة للجيش. وبعد عودة الدوق من منفاه اعتكف في قصر بلنهيم، وهناك عانى آلام المرض الطويل، ومات في ١٦ يونيو ١٧٢٢، أما الأمة التي اغتفرت له مقتنياته وتذكرت انتصاراته المتعاقبة، فقد قبلت هذا الحكم الذي أصدره عليه بولنبروك-"لقد كان رجلاً عظيماً إلى حد لا أتذكر معه هل كانت له أخطاء أو لم تكن (٧) ". وأما أرملته، وهي سارة تشرشل التي ظلت عشر سنوات تحكم حكم الملكات، فقد أنفقت اثنتين وعشرين سنة تقدس ذكراه وتذود عنها. فلما طلب الدوق سمرست يدها أجابت "لو أنني عدت صبية وجميلة كما كنت، لا عجوزاً ذابلة كما أنا الآن، ولو كان في وسعك أن تطرح ملك الدنيا بأسرها تحت قدمي، لما استطعت أبداً أن تقتسم قلباً ويداً كانا في يوم من الأيام ملكاً لجون تشرشل (٨) ". وفي ١٧٤٣، قبل وفاتها في الرابعة والثمانين بعام، فكرت في إحراق رسائلها الغرامية القديمة، ولكنها حين أعادت قراءتها شعرت "بأنني لم أستطع أن أحرقها"، فتركتها لتعيش (٩). ولا بد أنه كان هناك خير كثير في امرأة استطاعت أن تحب بهذا القدر من الوفاء، وفي رجل استطاع أن يظفر بمثل هذا الحب من امرأة عصية إلى هذا الحد.
وحل بولنبروك محل ملبره في المنفى. ذلك أنه بعد أن طرده جورج الأول من الحكومة، وهدد بقديمه إلى المحاكمة بتهمة التفاوض سراً مع الأسرة المالكة التي سقطت، وكرهه الأحرار والمنشقون عن الكنيسة الذين وخزهم بسخريته وخزاً موجعاً، واجتنبه رجال الكنيسة لازدرائه اللاهوت المسيحي-بعد هذا كله فر إلى فرنسا (مارس ١٧١٥)؛ وانضم إلى جيمس الثالث، وأصبح وزير دولة لدولته التي لا وجود لها، وعاون على تنظيم تمرد استيوارتي في إنجلترا، واقترح غزوها من فرنسا. فأعلن البرلمان إدانته بالخيانة، وصادر ثروته، وحكم عليه بالإعدام.
وأوشكت حركة رد الاستيوارتيين أن تطيح بعرش جورج الأول،