فالمحافظون الكارهون للهانوفريين لأنهم أحلاف غاصبون؛ وعامة الناس في إنجلترا، الراسخون في الولاءات القديمة، والتواقون سراً للأسرة المنفية؛ وطبقات إسكتلندة العليا والدنيا، الفخورة بأنها أعطت إنجلترا ملكاً اسكتلندياً، الضيقة أشد الضيق بقانون الاتحاد (١٧٠٧) الذي قضى على البرلمان الاسكتلندي-كل أولئك كانوا على استعداد للتحريض على غزوة يقودها الشاب الذي اعترف به لويس الرابع عشر ملكاً شرعياً أوحد على إنجلترا.
وكان جيمس فرانسس ستيوارت قد بلغ الآن (١٧١٥) السابعة والعشرين، وإن عرفه التاريخ باسم "المطالب المسنّ بالعرش". كان قد ربي في فرنسا، وأشربه المذهب الكاثوليكي معلموه الرهبان ومعاناة أبيه جيمس الثاني إشراباً رفض معه حجة بولنبروك الذي زعم له أنه سيقوى الميل لأسرته في إنجلترا إذا هو وعد باعتناق البروتستنتية. قال له بولنبروك وهو يحاوره، كيف يمكن حمل الاسكتلنديين المشيخيين (أتباع كلفن)، والأنجليكان المحافظين، على تأييد رجل يأتي إلى عرشهم بالمذهب الذي قاتلوا للإطاحة به وال قرن حافل بأشد الاضطراب؟ ولكن جيمس كان صلباً لا يلين، فصرح أنه يؤثر أن يكون كاثوليكياً بغير عرش، على أن يكون ملكاً بروتستنتياً. أما بولنبروك، البريء من الإيمان والمبادئ، فقد حكم على جيمس بأنه أصلح للرهبنة منه للملك (١٠). وكان البرلمان خلال ذلك (أغسطس ١٧١٤) قد عرض دفع ١٠٠. ٠٠٠ جنيه مكافأة لمن يقبض على جيمس الثالث إذا وطئ تراب بريطانيا.
ثم بدا أن عاملاً شخصياً يحول الأحداث إلى خدمة قضية المطالب بالعرش، ذلك أن جون ايرسكين، ايرل مار، كان وزيراً لشئون إسكتلندة في السنوات الأخيرة للملكة آن. فلما طرده جورج الأول، وضع الخطط لثورة استيوارتية في إنجلترا، ثم أبحر إلى إسكتلندة واستنفر الاسكتلنديين لينضووا تحت لواء ثورته (٦ سبتمبر ١٧١٥) وظاهره نفر من النبلاء، فارتفع عدد قواته إلى ستة آلاف راجل وستمائة خيال؛ ولكن أدنبره وجلاسجو والسهول الجنوبية ظلت موالية للملك الهانوفري. وقررت الحكومة البريطانية الإعدام عقاباً للخيانة