ومصادرة الملكية لجميع العصاة. وعبأت ثلاثة عشر ألف رجل، ودعت ستة آلاف آخرين للأسطول، ثم أمرت دوق آرجيل قائد حاميتي أدنبره وستيرلنج بأن يخمد التمرد. فالتقى بقوات مار عند شريفموير (١٣ نوفمبر ١٧١٥) في معركة لم يستطع أي الفريقين أن يدعى لنفسه فيها نصراً حاسماً. وتقدمت قوة اسكتلندية أخرى في تهور إلى ثلاثين ميلاً من ليفربول بدلاً من أن تنضم إلى مار، مؤملة عبثاً أن تثير وتحمي حركات التمرد الاستيوارتية في المدن الإنجليزية. وفي برستون طوقها جيش حكومي وأكرهها على التسليم دون قيد أو شرط (١٤ نوفمبر).
ولا بد أن جيمس الثالث كان على علم بهذه الأحداث قبل أن يقلع من دنكرك في ٢٧ ديسمبر. وكان بولنبروك قد أنذره بأن ثورة استيوارتية لن تنشب في إنجلترا. ولكن المطالب بالعرش دفعة للمضي في هذه المغامرة إيمانه بالشرعية الإلهية لقضيته، مضافاً إليه ١٠٠. ٠٠٠ كراون من الحكومة الفرنسية وثلاثين أفلاً من الفاتيكان. فلما رسا على أرض إسكتلندة انضم إلى جيش مار في بيرث، ووضع الخطط لحفل تتويج مهيب في "سكون". ولكن صمته واكتئابه، وشكواه من أنه خدع في مدى انتشار التمرد، كل أولئك لم يضف شيئاً إلى حماسة الاسكتلنديين، فشكوا بدورهم من أنهم لم يروه قط يبتسم، ونادراً ما سمعوه يتكلم (١١). أضف إلى ذلك أنه كان يرتعد من الملاريا، ولم يحتمل شتاء الشمال. ورأى مار أن جنده لا يصلحون للمعركة، فأمرهم بالتقهقر إلى مونتروز، وبحرق جميع المدن والقرى والمحاصيل في أثرهم لتعطيل آرجيل عن مطاردته. وأسف جيمس على هذا التدمير، وترك نقوداً ليعوض بعض ما خسر أولئك الذين تضررت أملاكهم. فلما اقترب جيش آرجيل الذي كان متفوقاً جداً من مونتروز فر جيمس، ومار، وغيرهما من قادة الثورة مسرعين إلى الساحل، وأبحروا إلى فرنسا (٤ فبراير ١٧١٦). واستسلمت القوات الثائرة أو تفرقت في كل مكان.
ورحل معظم الأسرى ليخدموا عبيداً في المستعمرات، وأعدم سبعة وخمسون، وتقرر إعدام اثني عشر نبيلاً اسكتلندياً التجأوا إلى فرنسا، إذا عادوا منها. وكان جيمس قد راوده الأمل في أن يرسل فليب أورليان