جنوداً يخفون لنجدته في إسكتلندة، ولكن فرنسا كانت الآن تفكر في التحالف مع إنجلترا، فحث جيمس على أن يرحل عن أرض فرنسا. ومن ثم أقام حيناً في أفنيون البابوية، ثم في روما.
وبقي ولنبروك في فرنسا حتى ١٧٢٣، وإذ كان يجيد الفرنسية فإنه انطلق على سجيته في الصالونات بين الفلاسفة. وكان يحذق كل شيء إلا السياسة، فاشترى أسهماً في مشروع لو، ثم باعها بربح كبير قبل أن تنفجر "الفقاعة". وإذ كان قد ترك زوجته في إنجلترا، فإنه اتصل اتصالاً كاد يكون شريفاً بماري ديشان دمارسيي، وهي مركيزة فيليت الأرملة. وكانت في الأربعين، وهو في الثامنة والثلاثين. وكانت ككثيرات جداً من النساء الفرنسيات قد احتفظت بجاذبيتها مع أنها فقدت بعض جمالها، ولعل تهذيبها وحيويتها وذكاءها هو ما جذبه إليها، فعشقها، ولما ماتت الليدي بولنبروك تزوج المركيزة، وذهب ليعيش معها في لاسورس. وهناك زاره فولتير كما سبق القول (١٧٢١)، قال الفيلسوف الشاب "وجدت في هذا الإنجليزي الشهير كل علم أمته، وكل أدب أمتنا (١٣) ".
على أن قمع الثورة كان قد أطاح برءوس بعض النبلاء، ولكنه لم ينتقص من العطف على الاستيوارتيين في بريطانيا. وقد قضت القوانين الثلاثية الأعوام التي صدرت في ١٦٤١ و١٦٩٤ بألا يستمر أي برلمان أكثر من ثلاث سنين. ومن ثم واجه أول برلمان لجورج الأول في ١٧١٧ احتمال انتخابات قد تعود أغلبية فيها للمحافظين والمتشيعين للاستيوارتيين. وتفادياً لهذا الخطر قرر البرلمان، بمقتضى قانون السبع السنين الذي أصدره في ١٧١٦، أن يمد في عمره أربع سنوات أخرى، وقضى بأنه يجوز بعد ذلك لجميع البرلمانات أن تستمر سبع سنين. قال ألمع حفده ملبره "كان هذا أجراً وأكمل تأكيد لسيادة البرلمان عرفته إنجلترا إلى ذلك الحين (١٣) ". وصدق جورج الأول على القانون الجديد لخشيته هو أيضاً من فوز المحافظين، وكان معنى هذا فعلاً أن الهانوفريين اضطروا للتخلي عن سلطتهم لكي يملكوا.
ورغبة في المزيد من الحماية للأسرة المالكة الجديدة أبرم ستانهوب