للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الرياضي، وكل حماسة الرأس الملهوف على تاج. وقد افتتن دون ليريا بما كان عليه الغلام من "جمال رائع"، بعينيه العسليتين المرحتين، وشعره البني الفاتح؛ فهو راكب جريء، وهداف ماهر، ذو قوام فارع طوله ستة أقدام خلق للحرب، و "لاعب جولف جبار"، وموسيقي ماهر، وراقص رشيق-وقال الدوق أن هذا "على الجملة أكمل أمير لقيته (٦٩) " وكان تشارلز عليما بفضائله، وهو ما جعله صعب المراس أحياناً. وفي ١٧٣٤، حين كان غماً بعد لا يجاوز الرابعة عشرة، سُمح له بأن يذوق طعم الحرب في الجيش الأسباني في جاييتا، فلما أيقظ روحه خوض أول معاركه، راح يترقب الفرصة على أحر من الجمر للاستيلاء على إنجلترا. وبدت الفرصة مواتية حين بدأ البرلمان البريطاني، رغم معارضة ولبول، الاشتباكات مع أسبانيا (١٧٣٩). واستفحل هجوم فردريك الأكبر على سيليسيا (١٧٤٠) حتى أفضي إلى حروب الوراثة النمساوية. وأرسلت إنجلترا جيشها الرئيسي إلى القارة، فأي وقت أنسب من هذا ليضرب فيه الاستيوارتيين ضربة سريعة أخرى للظفر بالعرش الإنجليزي؟ ومن ثم كونوا في إسكتلندة "الرابطة" (١٧٣٦) التي التزمت بتلك المغامرة، وأوفدوا المبعوثين إلى إنجلترا ليحرضوا على قيام ثورة استيوارتية، وأرسلوا النداءات إلى فرنسا طالبين المال، والسلاح، والجنود. وأمر لويس الرابع عشر سبع سفن حربية وإحدى وعشرين ناقلة جنود بالتجمع في برست والاستعداد لنقل عشرة آلاف مقاتل تحت إمرة المريشال دساكس من دنكرك إلى إنجلترا. وانتظر الأمير تشارلز في إيطاليا بفارغ الصبر دعوة من باريس لينضم إلى الحملة. ولكن الدعوة لم تصل، فغادر روما في ١٠ يناير ١٧٤٤، وركب ليل نهار إلى فراسكاتي، وليريتشي، وجنوة واستقل سفينة إلى آنتيب، وركب كالمجنون إلى باريس. أما أبوه المسن فظل في روما، ولم تقع عليه عيناه بعد ذلك قط. واستقبل الملك تشارلز بالترحيب، وأمده بمعونة مالية معتدلة. فمضي إلى جرافلين، وانتظر بصبر نافد الأوامر بالإبحار مع المرشال دساكس، الذي انتظر الأسطول الفرنسي هو الآخر بصبر نافد.

وحالفت الرياح والأمواج إنجلترا كالعادة. فصادف الأسطول الفرنسي بعد إقلاعه من برست (٦ فبراير) "بحراً رهيباً" و "ريحاً