معاكسة كل يوم". واصطدمت مراكبه، وتحطمت صواريه، وعمت الفوضى حين وصل النبأ بأن أسطولاً إنجليزياً من اثنتين وخمسين سفينة يقترب. وفر الفرنسيون رجوعاً إلى برست، ولكن كثيراً من سفنهم فقد، وأصيب الباقي بضرر بليغ من الأنواء. ومن هذا النبأ المثبط وصل فرنسا نبأ بأن الاستيوارتيين الإنجليز مختلو النظام خائرو العزيمة، وأنه لا أمل في معونة منهم إذا وصل الفرنسيون. وأخبر لويس ساكس بوجوب الإقلاع عن مشروع الغزو. أما إنجلترا، التي لم تدخل بعد الحرب مع فرنسا رسمياً، فشكت من أن وجود تشارلز على أرض فرنسا انتهاك لالتزامات المعاهدة. وأما تشارلز فقد اختبأ في باريس متنكراً، وأقسم لأصحابه أنه سيغزو إنجلترا ولو اضطر إلى الذهاب وحيداً في زورق مكشوف. وأسل له أبوه رجاء بأن يحذر الاندفاع "الذي قد ينتهي بدمارك ودمار كل من يشاركونك فيه (٧٠)". وفي أثناء ذلك كان مؤيدو تشارلز يدس بعضهم لبعض سعياً وراء النفوذ والمنح، ويتهم بعضهم بعضاً عنده، حتى كتب يائساً "لقد ابتليت بلاء يزهدني في الحياة") ١٦نوفمبر ١٧٤٤).
وأخيراً، ورغم كل التحذيرات، ودون استشارة البلاط الفرنسي، قرر أن "يجرب حظه" و "يغزو أو يموت" وأرسل عملاء إلى إسكتلندة ليثير العشائر، وبلغ عدم استعداد هؤلاء مبلغاً جعلهم يفكرون في منعه من المجيء، وكان المتشيعون من الإنجليز لأسرة ستيوارت، يلتمسون التراضي مع جورج الثاني، محتذين في ذلك حذو بولنبروك. ورغم ذلك اقترض تشارلز ١٨٠. ٠٠٠ جنيه، وقبل عرضاً بسفينتين مسلحتين، وأبحر إلى إسكتلندة (١٥ يوليو ١٧٤٥). وعلى مقربة من "لاندز اند" التقت القافلة الصغيرة ببارجة بريطانية، ولحق بإحدى سفينتي تشارلز من العطب ما حملها على العودة إلى برست. وانطلق هو في الأخرى شمالاً إلى غربي إنجلترا، وفي ٣ أغسطس رسا على أرض إسكتلندة عند اريسكا، في جزر الهبريد الخارجة. ونصحه زعيم عشيرة بأن يعود إلى وطنه. فأجاب الأمير "إنني في وطني". وأنذِر بأن الحكومة البريطانية قد أعلنت في أول أغسطس عن مكافأة تبلغ ٣٠. ٠٠٠ جنيه لمن يأتي به أسيراً، حياً أو ميتاً. وكان جواب تشارلز أن صرف السفينة التي أقلته، وهكذا قطع على نفسه خط