الرجعة. وفي ١٩ أغسطس رفع رايته في جلينفينان بإقليم المرتفعات، ودعا كل أنصار أسرته ليعينوه.
وظل معظم زعماء العشائر متحفظين، وتآمر بعض من زعموا أنهم أتباع له ليشوا به، وأعلن ستة أشراف انضمامهم إليه، وكان ألف ومائتان من بين رجاله الألفين من عشيرتي مكدونلد وكمرون. وقاد تشارلز جماعته جنوباً متحاشياً قوات الحكومة التي يقودها السر جون كوب. وفي ١٧ سبتمبر دخل أدنبرة، واستولى على الحرس والبابوات، وثبت رئيسهما في قصر هوليرود، الذي كان يوماً ما القصر الملكي الذي جادلت فيه ماري ستيوارت جون نوكس، ونسي فيه جيمس السادس والأول أمه. وكان مظهر الأمير البالغ من العمر آنئذ خمسة وعشرين ربيعاً يأخذ بالألباب في بزة أهل المرتفعات، بسراويله المخملية الحمراء وقلنسوته المخملية الخضراء، وعقدة شريطها البيضاء. وركع كثير من الاسكتلنديين الذين ظنوا أن مجد أمتهم قد عاد من جديد في شخص ذلك الفتى المليح وقبلوا يده، وصلّت كل النساء من أجله وهفت قلوبهن إليه. وما كاد يذوق حلاوة استقباله حتى نمى إليه نبأ اقتراب كوب من أدنبرة في ألفين من جنوده. وفي ٢١ سبتمبر قاد تشارلز رجاله الذين بلغوا الآن ثلاثة آلاف، والتقى بجيش كوب برستونبانز، ودحره، وأسر أسرى كثيرين، وترفق بهم، ثم عاد إلى هوليرود مكللاً بالغار، وبدأ أنه قد ظفر بإسكتلندة.
وأمر تشارلز وهو مطمئن شهراً بعد المعركة بالطعام والثياب لجنده، ورحب بانضمام عشائر أخرى إليه. وبعث له لويس الخامس عشر بالمال والسلاح من فرنسا. وفي ٨ نوفمبر عبر الأمير السعيد الحدود راجلاً إلى إنجلترا على رأس ٤. ٥٠٠ مقاتل، وحاصر كرليل واستولى عليها، ولقي الترحيب في مانشستر، ثم سار حثيثياً إلى داربي، آملاً بتقدمه المثير أن يحمل إنجلترا على استقباله ملكاً شرعياً لها. وأذاع منشوراً تعهد فيه بأنه لن يصيب الأنجليكان والمشيخيين بعد اليوم منه، وهو الكاثوليكي الروماني، أذى أكثر مما أصابهم على يد جورج الأول اللوثري (٧٢). غير أن إنجلترا لم تصدقه، وكرهت أن تعاود من جديد ذلك الصراع المضني الذي خاضه المذهب الجديد ضد القديم.