للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومع أن أحداً في إنجلترا لم يكد يهبّ ليقاوم تشارلز، فإن حفنة من الجند الإنجليز فقط هي التي خفت لنجدته. واتخذ الإنجليز المتشيعون لأسرة ستيوارت موقف الحذر والسلامة.

وكان جورج الثاني قد هرع عائداً من هانوفر ليحمي عرشه المهدد وأمر ثلاثة جيوش إنجليزية بالتجمع في داربي. وكان رأي تشارلز أن يتجاهلها ويندفع في طريقه إلى لندن بآلافه الستة، ولكن زعماء عشائره الاسكتلنديين أبوا أن يتبعوه. ونبهوه إلى أن كل جيش من جيوش الحكومة الثلاثة عدته عشرة آلاف مقاتل، وأن هؤلاء إذا لحقوا بمؤخرة جيشه ضيقوا عليه الخناق وتكاثروا عليه بعد قليل، وأن الانتفاضة الإستيوارتية التي وعدهم بها لا أثر لها، وأصروا على العودة إلى إسكتلندة حيث يتاح لهم أن يثيروا مزيداً من العشائر ويتلقوا الإمداد من فرنسا. وأذعن تشارلز، وقاد التقهقر الأليم من داربي إلى جلاسجو. وعند فالكرك القريبة منها هزم بتسعة آلاف مقاتل قوة إنجليزية عدتها عشرة آلاف بقيادة هولي (١٧ يناير ١٧٤٦). ولكنه كان نصراً باهظ الثمن، فقد أضعفت جيشه الخسائر وهروب الجنود منه، وكانت إمداده آخذة في النضوب، ورواتبه تدفع دقيقاً، وقواده يتشاجرون شجار العشائر. وعادوا ينصحونه بالتقهقر، ودافع الأمير عن رأيه بالصمود، فهو لم ير في المزيد من التقهقر غير التفكك والدمار، فلم يهربون من عدو ليس أقوى من ذلك الذي هزموه من قبل؟ ثم أذعن مرة أخرى، ولكنه أيقن الآن أنه مغلوب. وعاد الجيش الاسكتلندي متجهاً إلى إقليم المرتفعات. وسرى تشاؤم قواته بقوة في صفوف الجند، فبلغ الهاربون منه ألوفاً، وما بقي كان أقرب إلى الحشد المختل اليائس منه إلى الجيش.

وخلال ذلك دخلت القوة الإنجليزية الرئيسية بقيادة دوق كمبرلاند إسكتلندة، وسيطرت على الساحل الشرقي، وتلقت عند ليث تعزيزاً من خمسمائة هسي جلبهم جورج الثاني من النمسا. وزحف كمبرلاند بجيش عده ٨. ٨٠٠ مقاتل شمالاً مخترقاً مقاطعة انفرنيس. وهناك التقى به تشارلز عند كلودن مور في ٦ أبريل ١٧٤٦، بسبعة آلاف مقاتل