مدارس. فما حل عام ١٧٠١ حتى كان قطباً مالياً يملك من المال ما مكنه من شراء "ماسة بت" الشهيرة بعشرين ألفاً من الجنيهات، ومن الذكاء ما مكنه من بيعها لفليب أورليان، الوصي على عرش فرنسا، بمبلغ ١٣٥. ٠٠٠ جنيه، وهي محفوظة الآن-بعد أن ارتفعت قيمتها إلى ٤٨٠. ٠٠٠ جنيه، بين مجوهرات الدولة الفرنسية في متحف اللوفر شاهداً متأقلاً على هبوط العملات. واستثمر توماس مكاسبه في العقارات الإنجليزية، واشترى مقعداً في البرلمان، ومثل فيه دائرة أولد ساروم "العفنة" من ١٧١٠ إلى ١٧١٥. وأوصي بممتلكاته لروبرت بت، أكبر أبنائه الذي تزوج هاربيت فليبه، التي أنجبت له سبعة أطفال، كان وليم بت ثاني ولد فيهم.
واحتج وليم على النظام المفروض على الطلاب وهو في إيتن، وذهب إلى تسخير كبارهم لصغارهم يحطم روح الطلبة؛ على أنه لم يحطم روحه .. وقد اشتهر في أكسفورد بمعاناته من النقرس وهو في الثامنة عشرة. وإذ راوده الأمل في البرء من هذا الداء إذا عاش في مناخ أدفأ، فإنه ترك الجامعة دون أن يحصل على درجة منها وسافر إلى فرنسا وإيطاليا، ولكن النقرس ظل صليبه الذي حمله طوال انتصاراته. ومع ذلك انخرط في الجيش، وخدم فيه أربع سنين، ولم يشهد معركة، ولكنه خرج مقتنعاً بأن الحرب هي فيصل التاريخ وقَدَر الدول. وفي ١٧٣٥ اشترت له أسرته أصوات دائرة أولد ساروم، رغم أنها تركته في فقر نسبي باعتباره ابناً أصغر، وهكذا بدأ سيرته في البرلمان.
وسرعان ما أسع الناس صوته هناك، لأنه كان أبلغ خطيب عرفه كهف الجدل والمناظرة ذاك إطلاقاً. فلقد سكب في خطبه كل قوة خلقه العاطفي المشبوب، وكل تصميمه على الوصول إلى السلطة، وعزمه على خلع ولبول، وعلى السيطرة على البرلمان والملك، وأخيراً إعادة تشكيل أوربا على هواه. وتحقيقاً لهذه الأهداف توسل بالمنطق، والدراما، والخيال، والحماسة، والشعر، والعبارة الطنانة، والقدح والتهكم، والهجو واستنفار الروح الوطنية، واستثارة المصلحة والمجد الشخصيين والقوميين. وبمضي السنين طور براعته الخطابية حتى