فلما تقلد بلام الوزارة طلب إلى الملك تعيين بت وزيراً للحرب، ورفض جورج الثاني وكان لا يزال محترفاً بنار بت، ولكن بلام ألح، ووصف بت بأنه "أكفأ وأنفع رجل بيننا، شريف حقاً وأمين بكل ما في الكلمة من معنى (٨٢) "، وأذعن الملك، وفي ١٧٤٦ دخل بت الوزارة، أولاً بوصفه مناوياً لوزير الخزانة الإيرلندية، ثم خاناً للقوات المسلحة. وكان هذا المنصب قد أصبح بحكم التقاليد منجم ثروة لمن يتقلده، فالخازن يأخذ لنفسه نصفاً في المائة من جميع الأعانات التي يقررها البرلمان للأمراء الأجانب ويستثمر بالفائدة-التي يحتفظ بها لنفسه-الرصيد السائل الكبير المتروك لديه لدفع رواتب الجند. وأبى بت أن يأخذ غير راتبه الرسمي، فلما ألح عليه ملك سردانيا في أن يقبل هدية تعادل الاستقطاع العادي من إعانته رفض الهدية. وصفقت إنجلترا لنزاهة بت الشاذة، وهي التي طالما اعتبرت مثل هذه المنح إشباعاً عادياً لطبيعة الإنسان، وأصغت في شوق إلى مرافعاته المطالبة ببريطانيا شامخة الرأس فوق العالم بأسره.
وفي يناير ١٧٥٥، ودون إعلان الحرب، نشب القتال بين إنجلترا وفرنسا في أمريكا. وفي يناير ١٧٥٦ وقعت إنجلترا معاهدة مع بروسيا. وفي مايو أبرمت فرنسا حلفاً دفاعياً في النمسا. وفي نوفمبر أصبح بت، وزير الخارجية الآن، صوت إنجلترا وذراعها في حرب السنوات السبع تلك التي ستقرر خريطة أوربا حتى الثورة الفرنسية.