أصاب كل المنشقين تقريباً حتى وهم ينعمون بالثراء، وبينما كانت طبقات المجتمع العليا تجعل من يوم الأحد يوم جذل كانت الطبقة الوسيطة الدنيا-حيث يتكاثر المنشقون-تواصل "الأحد العبوس" الذي ورثته عن البيورتان. في ذلك اليوم كانت الأسرة عقب صلوات الصباح في البيت تمضي إلى قاعة الاجتماع لحضور خدمة دينية تمتد ساعتين، فإذا عادت إلى البيت قرأ الأب الكتاب المقدس أو الكتب التقوية على زوجته وأبنائه الذين قد يجلسون على وسائد فوق أرض عطلت من الأبسطة. وكانوا عادة يذهبون ثانية إلى خدمات دينية تقام عصراً ومساءً، ويصلون جماعة، ويسمعون عظة أخرى، ويجدون بعض اللذة في ترتيل الترانيم الجَهْورية. ولم يكن مسموحاً بأي غناء في ذلك اليوم المقدس، ولا بلعب الورق، ولا بأي تسلية من أي نوع كانت بصفة عامة. ويجتنب السفر في يوم الرب، فيعطي قطاع الطرق بهذه الطريقة يوم راحة.
ووجد فولتير في معرض وصفه للمشهد الديني في إنجلترا الكثير مما يصلح درساً لفرنسا التي ما زال التعصب يحكمها. قال:
"انظر إلى بورصة الأوراق المالية الملكية بلندن … هناك يُجري اليهودي والمسلم والمسيحي معاملاتهم معاً وكأنهم من دين واحد، ولا ينعتون بالكفر غير المفلسين. هناك يثق المشيخي بالقائل بعماد الكبار، ويعتمد الأنجليكاني على كلمة الكويكري. فإذا انفض هذا الجمع الحر مضي بعضه إلى مجمع اليهود، وبعضه ليشرب كأساً من الخمر. هذا الرجل يذهب وبعمّد في حوض هائل باسم الآب والابن والروح القدس؛ وذلك يأمر بختان ولده وبتمتمة طائفة من الكلمات العبرية التي يجهل كل الجهل معناها فوق الطفل؛ وآخرون (الكويكريون) يمضون إلى كنائسهم-حيث ينتظرون الوحي وقبعاتهم على رءوسهم؛ والكل راضون.
"ولو أن إنجلترا لم تسمح بغير دين واحد، لأصبحت الحكومة في أغلب الظن مستبدة؛ ولو كان هناك دينان فقط لذبح الناس بعضهم بعضاً؛ أما والأديان بهذه الكثرة، فإنهم جميعاً يعيشون في سعادة وسلام (١٥) ".