ويخطط منهجياً في كل صباح الأعمال التي تؤدى في كل ساعة من ساعات اليوم. وكان يعيش على ثمانية وعشرين جنيهاً في العام، ويوزع باقي دخله على أعمال البر. وقد أكثر من الصوم حتى بدا مرة أنه قد دمر صحته تدميراً لا برء منه. وكان يحج راجلاً إلى وليم لو يلتمس منه النصيحة، وأصبح كتاب لو "دعوة جادة إلى حياة تقية مقدسة" مرشده الروحي. تقول يومياته أنه من هذا الكتاب "فاض النور على نفسي بقوة حتى ظهر كل شيء في صورة جديدة (٤٧) ".
وفي ١٧٣٥ دعا الجنرال أوجثلورب جون وتشارلز ليرافقاه مبعوثين دينيين إلى جورجيا. وإذ كان أبوهما قد مات فإنهما التمسا مشورة أمهما. فقال لهما "لو كان لي عشرون ولداً لأبهجني أن إلى يُدعَوا إلى مثل هذا، حتى ولو لم أرهم بعد ذلك أبداً (٤٨) ". فليت شعري أني لنا نحن المجردين من التقوى أي نفهم هذه التقوى؟ وأرجئت جلسات "النادي المقدس" إلى أجل غير مسمى، وفي ١٤ أكتوبر أبحر جون وتشارلز و "مثوديان" آخران على السفينة سيموندز" قاصدين سافانا. وفي السفينة أثرت فيهم التقوى المرحة التي آنسوها في بعض "الأخوة المورافيين" الذين قدموا من ألمانيا ليستوطنوا أمريكا، فلما هاجمت عاصفة هوجاء المركب الصغير لم يبد على المورافيين أثر لخوف، وقارعوا رياح العاصفة بترانيمهم القوية، وأحس الوسليان أن هذا إيمان يفوق إيمانهما قوة.
فلما بلغا جورجيا (٥ فبراير ١٧٣٦) اتخذا منصبين مختلفين، فأصبح تشارلز سكرتيراً للحاكم أوجثلورب، وجون راعياً للجالية الجديدة، ومرسلاً بين الحين والحين للهنود الحمر المجاورين. وأثنى أول الأمر على الهنود لشوقهم إلى تقبل الإنجيل، ولكنه وصفهم بعد عامين بأنهم "شرهون، لصوص، مراءون، كذابون، قتلة لآبائهم، قتلة لأمهاتهم، قتلة لأبنائهم"، وقيل إنه "لم يوفق مع الهنود (٤٩) ". أما السكان البيض، الذين كانوا يضمون مئات من