المجرمين المنفيين، فقد أنكروا لهجته الأكسفوردية وروحه الآمرة الناهية وإصراره على أدق قواعد الطقوس والنظام. ففي العماد اشترط التغطيس الكامل ثلاث مرات، فإذا اعترض والد رفض أن يعمد الطفل. وإذ كان لا يزال "كنسياً طقسياً من النوع الشديد التزمت (٥٠) ". فإنه أقصي عن تناول القربان رجلاً كريماً اعترف بأنه من المنشقين، وأبى أن يقرأ صلاة الجنازة على مستعمر لم ينكر مذهبه المنشق قبل موته، وحرم على النساء من رعيته أن يلبسن الملابس الغالية أو الحلي الذهبية، وأقنع الحاكم أن يحرم صيد السمك وقنص الحيوان في يوم الأحد-وهو اليوم الوحيد الذي كان يتاح فيه لرعيته فراغ من الوقت للصيد أو القنص. وقد افتتن بصوفيا هوبكي، ابنة أخت كبير قضاة سافانا البالغة من العمر ثمانية عشر ربيعاً. ولكن أصحابه المورافيين لم يرضوا عنها. فلما سئمت تردده تزوجت رجلاً يعى ولكنسون. وحين تقدمت لتناول القربان أبى أن يناولها السر بحجة أنها لم تتناول سوى ثلاث مرات في الشهور الثلاثة الأخيرة، وأنها أهملت أن تطلب إلى راعيها إذاعة إعلان زواجها. فرفع زوجها عليه الدعوى لتشهيره بخلق زوجته، وأدانت المحكمة سلوك وسلي خطيباً وخدماته كاهناً، فرفض الاعتراف بحقها في محاكمته، وتفاقم عداء الشعب له، ففر غلى تشارلزتن واستقل سفينة إلى إنجلترا (٢٢ ديسمبر ١٧٣٧).
وفي لندن استأنف تقشفاته أملاً في أن ترد إليه ثقته بنفسه، ولكن بيتر بولر، وكان واعظاً مورافياً في طريقه إلى أمريكا، أكد له أن إيمانه ما زال ناقصاً، وأنه مهما كانت فضائله كاملة وتقواه وطقسيته حارتين، فسيظل في حالة الهلاك الأبدي، حتى يدرك-بومضة إلهية من الإشراق واليقين، مختلفة كل الاختلاف عن أي عملية استدلال عقلي-أن المسيح قد مات لأجله هو، وأنه كفر عن خطاياه هو؛ فبعد هذا التغير دون سواه يكون الإنسان في مأمن من ارتكاب الخطايا وعلى ثقة من الخلاص. وقد خلد وسلي في يوميته ذلك "اليهود المشهود" ٢٤ مايو ١٧٣٨ الذي وافته فيه هدايته النهائية، قال: