ولعل هذه التفجرات الهستيرية سببتها أحوال أثرت في الضحايا قبل الاجتماع المثودي، فجاءت كعظة عن نار الجحيم وكانت مجرد تتويج لذروة لا يمكن السيطرة عليها. أما وسلي فقد فسر هذه التشنجات بأنها مس شيطاني أعقبه شفاء إلهي. وذهب إلى أنها أحياناً لم تأت بإصلاح دائم للسلوك أو الخلق، ولكنه أحس بأنها في كثير من الحالات طهرت النفس من الخطيئة وافتتحت حياة جديدة.
وقد حققت المثودية أعظم نجاح لها بين الفقراء. فقد كان الوعاظ أنفسهم رجالاً ذوي ثقافة متواضعة، بسطاء في مشاعرهم وحديثهم، ولم يقم حاجز طبقي أو ثقافي بينهم وبين جمهورهم. وقد حملوا رسالتهم، رسالة الخطيئة والتوبة، إلى الفلاحين وعمال المناجم والمجرمين؛ ومع أنهم بشروا بإيمان قام على الخوف أكثر مما قام على المحبة، فإنهم أعطوا غير المتعلمين ناموساً أخلاقياً شارك بنصيب في رد اعتبار الأخلاق إلى إنجلترا في النصف الثاني من القرن الثامن عشر. هذه الأخلاق البيورتانية هي التي انتقض عليها عصرنا انتقاضاً متطرفاً. لقد كان وسلي عدواً لكل ألوان الترفيه تقريباً. صحيح أنه سمع بلعب الورق، ولكنه رأى إن من الإثم الذهاب إلى المهرجانات، ولبس الحلي أو الملابس الغالية، والاختلاف إلى المسرح أو المرقص. ولم يخصص أي وقت للعب في المدرسة التي أنشأها في كنجزوود، لأن "من يلعب وهو طفل سوف يلعب وهو رجل (٦٠) ". ولكن الأخلاق البيورتانية انسجمت مع الخلق الإنجليزي، واستطاع أن يتحملها الرجال الأشداء والنساء الصبورات، وقد منحت الطبقات العامة الإنجليزية إحساساً فخوراً بالاختيار سندها في الفقر وجعلها عدواً لأي ثورة تتشكك في المسيحية. وأحس المحافظون بعد حين بعرفان الجميل لوسلي لأنه أنقذ الفقراء البريطانيين من الربوبية والإلحاد، وحوّل تطلعاتهم من الثورة الاجتماعية إلى الخلاص الفردي، ومن عالم مثالي على هذه الأرض إلى فردوس بعد الممات (٦١).
وكان وسلي نفسه يميل إلى المحافظة في السياسة. وقد تقدم طبقته في المطالعة ببعض الإصلاحات التي طال تأخرها: فندد بنظام "الدوائر العفنة"، وبتفاوت التمثيل النيابي في البرلمان، وبفساد