وقد بلغ وعظه من الحيوية مبلغاً أفضى بالكثيرين من جمهوره إلى الهستريا والتشنجات. وتنبئنا اليومية عن خطاة غلبهم الألم البدني بعد سماعه فراحوا يتقلبون على الأرض من فرط العذاب، بينما ركع مؤمنون آخرون إلى جوارهم وصلوا لخلاصهم من مس الشيطان (٥٧). ويصف وسلي اجتماعاً في شارع بلدوين بلندن في ١٧٣٩ فنقول:
"لم يكد صوتي يسمع وسط أنين البعض وصراخ الآخرين .. وساء كويكريا واقفاً يتفرج … أن يسقط هو نفسه على الأرض كأنه المصعوق. وكان الكرب الذي يعانيه رهيباً حتى لمن يشهده. وقد تضرعنا إلى الله ألا يؤاخذه بالحماقة والجهل، وسرعان ما رفع رأسه وصاح "الآن أعرف أنك نبي من أنبياء الرب (٥٨)".
ويصف شاهد عيان نقل عنه وسلي اجتماعاً للمثوديين بفارتن في ١٧٥٩ كما يلي:
"كان بعضهم يصرخون، وبعضهم يجأرون … وأكثر ما سمع كان شهيقاً عالياً كذلك الذي يصدر عن قوم نصف مخنوقين يلهثون طلباً للحياة؛ أن الصيحات كلها تقريباً كانت كصيحات مخلوقات آدمية تعالج سكرات الموت الأليم. وكان الكثيرون يبكون دون ضجيج، وغيرهم سقطوا كالأموات … ووقفت على مقعد كما فعل شاب في المقعد المقابل، وكان ريفياً قوياً نضراً صحيح البدن، ولكن حين بدا أنه لم يخطر له شيء آخر خر على الأرض في عنف لا يتصوره الإنسان .. وسمعت خبط أقدامه يكاد يحطم الألواح الخشبية وهو راقد يتشنج تشنجات شديدة في أسفل المقعد … وأكثر الذين وضع الله عليهم يده احمرت وجوههم احمراراً شديداً أو كادت تسود .. وسقط وراءه على الجدار رجل غريب حسن الهندام كان يقف أمامي، ثم خر على ركبتيه وهو يعصر يديه ويهدر كالثور .. ثم قام وراح يخبط الحائط حتى أمسك به مستر كبلنج ورجل آخر. وصرخ قائلاً "أواه ماذا أصنع، ماذا أصنع؟ أواه، ليت لي قطرة واحدة من دم المسيح! "وبينما كان يتكلم حرر الله روحه، فعلم أن خطاياه مُحيت، وبدا أن نشوة الفرح التي غمرته أعظم من أن تحتملها الطبيعة البشرية (٥٩) ".