للإعلانات دون سواها، ولكنها سرعان ما أضافت عنصراً مثيراً من الأنباء، كما تفعل جرائدنا الصباحية العملاقة، لدعم توزيعها وزيادة أجور إعلاناتها. وولدت في هذه الفترة بعض المجلات الهامة مثل "الكرافتسمان"(١٧٢٦) وهي السوط الذي راح بولنبروك يسوط به ولبول، ومجلة "جراب ستريت"(١٧٣٠ - ٣٧)، وهي لسان بوب الحاد، ومجلة "الجنتلمان"(١٧٣١) التي أعطت جونسون وظيفة فيها، ومجلة "أدنبرة"(١٧٥٥) التي ماتت إلى أجل فقط في ١٧٥٦. وكثير من الجرائد والمجلات الإنجليزية ما زال حياً بعد مضي مائتي عام على صدوره.
هذه الدوريات كلها-اليومية أو الأسبوعية أو الشهرية-أعطت المطبعة قوة أضافت إلى مخاطر الحياة البريطانية وحيويتها. ومع أن روبرت ولبول حظر نشر المناقشات البرلمانية، فقد أباح للصحفيين أن يهاجموه بكل ما في أدب القرن الثامن عش من قسوة وخبث. وقد عجب مونتسكيو القادم من فرنسا التي فرضت عليها رقابة المطبوعات، لتلك الحرية التي كانت صحيفة "جراب ستريت" تقذف بها داوننج ستريت (مقر الحكومة) بالمداد المسموم (١). وشكا عضو في البرلمان إلى مجلس العموم في ١٧٣٨ من أن:"شعب بريطانيا العظمى تحكمه قوة لم يسمع بها قط من قبل، باعتبارها السلطان الأعلى، في أي عصر أو بلد. وهذه القوة يا سيدي لا تكمن في إرادة الملك المطلقة، ولا في توجيه البرلمان، ولا في قوة الجيش، ولا في نفوذ الأكليروس، إنها حكومة الصحافة. فالبضاعة التي تحفل بها صحفنا الأسبوعية يتقبلها الشعب باحترام يفوق احترامه لقوانين البرلمان، وآراء هؤلاء الكتاب التافهين لها عند الجماهير وزن أثقل مما لرأي خيرة السياسيين في المملكة (٢) ".
ورح الطباعون يعملون بحماسة جديدة ليلبوا الطلب المتزايد فككان في لندن ١٥٠ منهم، وفي إنجلترا كلها ثلاثمائة، اثنان منهم في هذا العهد-وهما وليم كاسلون وجون باسكرفيل-خلفاً أسميهما على طقم حروف طباعية. وظل الطبع والنشر وبيع الكتب في معظم الحالات موحداً في شركة واحدة. ومن الشركات الباقية إلى يومنا شركة لونجمان التي ولدت في ١٧٢٤. وكانت كلمة " publishere