استراتيجي بين طلاب الوظائف والكهنوت، فقد أعلن أنه "أفضل شعراء إنجلترا هو المستر بوب، بابوي بدأ ترجمة لهومر بالشعر الإنجليزي، لا بد له أن يكملها من أن يكتتبوا فيها جميعاً، لأن المؤلف لن يبدأ الطبع حتى أجمع له ألف جنيه! (١٦) ". واقترح بوب أن يترجم الألياذة في ست مجلدات من قطع الربع، ثمن كل المجموعة منها ستة جنيهات (١٨٠ دولاراً؟). وقبلت الاكتتابات تترى رغم هذا الثمن الغالي، واشتدت الحماسة للمشروع حتى أن برنارد لنتو تاجر الكتب وافق على أن ينقد بوب مائتي جنيه لقاء كل مجلد، وأن يقدم له نسخاً مجانية لمكتتبيه. وبما أن المكتتبين (وعددهم ٥٧٥) أخذوا ٦٥٤ مجموعة، فإن بوب كسب ٥٣٢٠ جنيهاً (١٤٨. ٩٦٠ دولاراً؟) ثمناً للأياذة، وهو مبلغ لم يظفر بمثله مؤلف في إنجلترا إلى ذلك الحين. وظهر المجلد الأول المحتوي على أربعة أقسام في ١٧١٥. وقد لقى منافسه غير متوقعة بسبب نشر ترجمة في اليوم ذاته للقسم الأول بقلم توماس تيكل. وأثنى أديسون على ترجمة تيكل، التي اعتقد بوب أنها ليست في الحقيقة إلا بقلم أديسون، وأحس أن نشرها في آن واحد مع ترجمته عمل غير ودي، فأضاف أديسون إلى قائمة أعدائه.
ولو كان التفقه في العلم هو المحك الوحيد لما استحقت ترجمة بوب ثناء يذكر. فعلمه باليونانية متواضع، وقد اضطر إلى الاستعانة بالشراح المدرسين، وأنجز أكثر مهمته بالمضاهاة بين الترجمات السابقة وإعادة صياغتها بالأبيات الزوجية المقفاة من البحر الأيامبي (العمبقي) الخماسي التفاعيل iambic- pentameter couplets التي برع فيها. فأما بنتلي، أمير علماء الدراسات اليونانية الأحياء يومها، فقد أصاب في حكمه على هذا الأداء:"قصيدة لطيفة يا مستر بوب ولكن يجب ألا تسميها هومر (١٧) " فالأبيات الزوجية ونقر قوافيها الشبيه بنقر الطبل، والعبارات والفقرات والطباقات المتوازنة، هذه كلها عطلت أسلوب الشعر الإغريقي السداسي التفاعيل، الأسلوب السريع المتدفق. ومع ذلك كان هناك فخامة زاحفة، ومعين زاخر من اللغة، في تلك الأبيات التي ساقها الشاعر على نحو معجز، عبراً بها- رغم اعتراضات بنتلي- إلى القرنين الثامن والتاسع عشر، كأحب