حلوة سماها "الصلاة العالمية". ولم يقتنع السنيون تماماً، ولكن العاصفة هدأت. أما في القارة فقد استقبلت القصيدة بعواطف مسرفة. فقال فولتير في حكمه عليها "إنها في رأيي أبدع وأنفع وأسمى قصيدة وعظية نظمت في أي لغة (٤٧) ".
وفي ١٧٣٥ كتب بوب مقدمة لمجلد من الهجائيات سماها "رسالة إلى الدكتور آربتنوت" دافع فيها عن حياته وأعماله، وقتل خصوماً جدداً. هنا وردت صورته الشهيرة لأديسون الذي سماه "أتيكوس"، وفضيحته القتالة للورد هرفي المخنث الذي كان قد زل فوصف بوب بأنه "قاس كقلبك"، مجهول كأصلك (٤٨) ". وطعنه بوب طعنات نجلاء تحت اسم "سبوراس" في أبيات يتجلى فيها الشاعر في أروع صورة وأسوئها. قال:
"ماذا؟ ذلك الشيء المصنوع من الحرير،
سبوراس، ذلك الخثارة البيضاء من لبن الحمير،
وا أسفاه! لا يجدي معه هجاء ولا كلام معقول! أيستطيع سبوراس أن يحس،
وهو الذي يحطم فراشة على دولاب التعذيب،
ولكن دعوني أصفع هذه البقة المذهبة الأجنحة،
ابن القذر هذا المزوق، الذي ينتن ويلدغ …
وسواء تكلم وهو عاجز عجزاً فاضحاً
وزيق كالدمية حين ينفخ فيها الملقن؛
٣أو جلس إلى إذن حواء، كأنه الضفدع الأليف،
ينفث حديثاً نصفه زبد ونصفه سم،
في توريات أو أحاديث سياسية، أو حكايات، أو أكاذيب،
أو غل أو سناج أو قوافي أو كفريات.
ذكاؤه متأرجح كله هنا وهناك،
صاعد حيناً، هابط حيناً، سيد مرة وفتاة مرة،
وهو ذاته تناقض حقير.
شيء ذو وجهين، يلعب كلا الدورين،
الرأس التافه، أو القلب الفاسد؛