للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الذي سرق أميلي من فولتير، قصيدته "الفصول" (١٧٦٩). وبينما كانت مقاطع الشعر الملحمي تختال عبر القرن، كان إدوارد ينج، ووليم كولنز، ووليم شنستون، ومارك أكينسايد، وتوماس جراي، يوسعون الطريق الرومانسي المفضي غلى وردزورث وتشاترتن. أما ينج فبعد أن ظل ينظم الشعر التافه المرح حتى الستين من عمره، عمل لآخرته بديوان شعر اسمه "خواطر ليلية في الحياة والموت والخلود" (١٧٤٢ - ٤٤). وقد شجب فولتير هذا النتاج الليلي لأنه "مزيج مهوش من الشعر الطنان والتوافه الغامضة"، ولكن ربما كان دافعه إلى هذا الحكم أن ينج كان قد وخزه ببيتين لاذعين قال فيهما:

"إنك مسرف في الذكاء، والخلاعة، والنحول،

حتى لنحسبك ملتن، الموت، والخطيئة، مجتمعة كلها في رجل واحد (٥٦) ".

وأما وليم كولنز فعاش نصف عمر ينج، وكتب أقل مما كتب ينج وأجود منه مرتين. هرب من دعوة لاحتراف القسوسية، وأنفق آخر دراهمه في صقل الأبيات الألف والخمسمائة التي نظمها قبل أن يجن ويموت (١٧٥٩) وهو بعد في الثامنة والثلاثين. وأجمل من قصيدته "نشيد المساء" التي ظفرت بالتقريظ القبرية التي كتبها رثاء للجنود البريطانيين صرعى المعركة في ١٧٤٥:

"كيف ينام الشجعان الذين يسقطون ليرقدوا

وقد باركتهم كل دعوات وطنهم!

حين يعود الربيع الذي بلل الندى أصابعه الباردة

ليجمل ترابهم المقدس،

هنالك يكسو بالعشب ثري أعطر

مما وطئته أقدام الخيال.

أجراسهم تدقها أيدي الجان

ولحن الموت ترتله أفواه لا ترى،

هنالك يحضر "الشرف"، حاجاً أشيب الشعر،