للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ب- هنري فيلدنج

١٧٠٧ - ١٧٥٤

حين قدم إلى لندن في ١٧٢٧ أعجب الناس كلهم بقوامه الفارع، وبنيته القوية، ووجهه الوسيم، وحديثه المرح، وقلبه المفتوح؛ فهنا رجل أعدته الطبيعة ليستمتع بالحياة في كل لذتها وواقعها السيئ السمعة. كان يملك كل شيء إلا المال؛ وإذ كان مضطراً-على حد قوله-إلى أن يكون سائقاً أجيراً، أو كويتباً أجيراً، فإنه شد نفسه إلى قلم، واكتسب قوت يومه بكتابة الهزليات والتمثيليات الكاريكاتورية. واستعملت الليدي ماري مونتاجيو، وهي ابنة خال له من المرتبة الثانية، نفوذها ليخرج له مسرح دروري لين تمثيلية "الحب وراء أقنعة عديدة" (١٧٢٨)، وذهبت مرتين لتشهدها معلنة عن نفسها في تفضل؛ وفي ١٧٣٢ ساعدت على عرض تمثيلية "زوج عصري" فترة طويلة. وواصل تأليف المسرحية تلو المسرحية، وكلها غير ممتاز، ووقع على عرق من الهجاء المرح في "مأساة المآسي، أو حياة وموت توم ثم الكبير" (١٧٣١).

وفي ١٧٣٤ تزوج شارلوت كرادوك بعد خطبة اتصلت أربع سنين. وورثت عقب زواجهما ١. ٥٠٠ جنيه، فأخلد فيلدنج معها إلى حياة الدعة سيداً من سادة الريف. ووقع في حب زوجته. وقد وصفها وصف الزوج المفتون بزوجته في شخص صوفيا وسترن الجميلة في خفر، وأميليا بوث التي لا حد لصبرها وأناتها. وتؤكد لنا الليدي بيوت "أن اللغة المشرقة التي عرف كيف يستعملها لم تزد على أنصف محاسن الأصل وجمالها (٨٢) ".

وفي ١٧٣٦ عاد إلى لندن وأخرج تمثيليات لا تستحق الذكر. ولكن في ١٧٣٧ وضع قانون الرخص قيوداً على الدراما، وانسحب فيلدنج من المسرح. ودرس القانون، وقبل محامياً (١٧٤٠). وتحول مسار حياته في ذلك العام بظهور رواية رتشاردسن "باملا". وأثارت فضائل البطلة وخالقها المعتمدة كل ما في فيلدنج من نزوع إلى الهجو. و "قصة مغامرات جوزف أندروز وصديقه مستر ابراهام آدمز، مكتوبة بطريقة سرفانتيس" (١٧٤٢) بدأها تقليداً ساخراً