للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بخياله كذلك، في أول يوليو، رسالة أشرفت على شفا الغرام بأسلوب أنيق:

"لو خطر لي أنني لن أراك ثانية لقلت هنا أشياء ما كنت لأقولها لشخصك. فما أريد أن أتركك تموتين مخدوعة فيَّ، أي تذهبين إلى الآستانة دون علم بأنني، بشيء من المبالغة، وبغاية التعقل أيضاً، يا سيدتي".

ثم وقع بالتحية المنمقة المألوفة، تحية العبد الخاضع المطيع (١٢٤).

وفي أول أغسطس، عبر ورتلي وماري وابنهما البالغ ثلاث سنين ورهط من الخدم والحشم البحر إلى هولندا. ومروا بكولونيا إلى ريجنزبرج، حيث أبحروا على ذهبية يجدف فيها اثنا عشر ملاحاً مروراً بقمم جبلية تعلوها القلاع. وفي فيينا وجدت رسالة من بوب يقدم فيها قلبه ويؤكد لها:

"لا لأني أرى في كل إنسان متجرد مشهداً رائعاً مثلك أنت وقلة أخرى من الناس … في وسعك أن تتخيلي بسهولة مبلغ رغبتي في مراسلة شخص علمني منذ أمد بعيد أن الاحترام من أول نظرة محال كالحب، وأفسد عليَّ من ذلك الحين لذة كل حديث مع أحد الجنسين، وكل صداقة مع الجنس الآخر تقريباً .. لقد فقدت الكتب تأثيرها عليَّ، وآمنت منذ رأيتك أن هناك شيئاً أقوى من الفلسفة، وأن هناك، منذ سمعتك، إنساناً حياً هو أحكم من جميع الحكماء (١٢٥) ".

ولكنه أضاف أمله بأن تكون سعيدة مع زوجها، وردت عليه قائلة:

"ربما ضحكت مني لشكري إياك بكل وقار عن اهتمامك المتفضل الذي أعربت عنه. ومن المؤكد أنه يحق لي، أن شئت أن أحمل الأشياء الجميلة التي قلتها لي على محمل الفكاهة والمزاج، وربما كان حملي