للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتضحك منها المدينة كلها. ولا بد أن لباسها، وجشعها، ووقاحتها، تدهش أي إنسان لم يسمع باسمها. فهي ترتدي قبعة بشعة (تربط تحت الذقن) لا تخفي خصلاتها السوداء الدهنية القوام التي ترسلها دون تمشيط أو تجعيد، وأزاراً أزرق قديماً يفغر فاه ويكشف عن تنورة من التيل. وقد انتفخ وجهها انتفاخاً شديداً من أحد جانبيه بمخلفات-غطى بعضها بلزقة، وبعضها بالطلاء الأبيض .. وقد قامرت مرتين أو ثلاثاً في لعبة ورق (تسمى الفرعونية) في قصر الأميرة كراءون حيث تغش بكل وسيلة في اللعب. وهي في الحق مسلية، كنت أقرأ أعمالها التي تعيرها مخطوطة، ولكنها نسائية إلى حد مفرط، وأعجبني القليل من أعمالها (١٣٨) ".

والواقع أن هذا الكاريكاتور كان له أساس، فقد جرى العرف في إيطاليا على أن ترتدي المرأة في بيتها الثياب الفضفاضة المهملة توخياً للراحة، وما من شك في أن وجه ماري منقراً جداً، ولكن ليس بالزهري بالتأكيد (١٣٩). وكان من عادات المؤلفين أن يعيروا الأصدقاء مخطوطاتهم. وقد أثارت الليدي ماري استياء ولبول الشاب بمصادقتها لمولي سكيريت، التي ساءه منها أنها أصبحت الزوجة الثانية لأبيه. ولعل الليدي ماري كانت أكثر إهمالاً لمظهرها مما اعتادت بعد أن ظنت أنها فقدت الجاروتي إلى الأبد.

ثم علمت أنه في تورين، فهرعت إليها، ولحقت به (مارس ١٧٤١)، وعاشت معه شهرين. ولكنه عاملها بخشونة وعدم مبالاة، وسرعان ما تشاجرا وافترقا، فمضي هو غلى برلين، وهي إلى جنوه. هناك رآها ولبول مرة أخرى، واستمتع بكرم ضيافتها، ووجه إلى مركبتها أبيات تنفث السم:

"إيه أيتها العربة، يا من حكم عليك بأن تحملي

جلد الليدي ماري العفن،

اذهبي بها إلى أقصى ركن في إيطاليا،

وأنزليها بالله حية،

ولا تعجني بهزاتك ولطماتك