وفي ١٧٦٠ أبهجها أن تعلم أن صهرها أصبح عضواً في المجلس الخاص لجورج الثالث. وفي ٢١ يناير ١٧٦١ مات زوجها تاركاً معظم ثروته لابنته، و١. ٢٠٠ جنيه في العام لأرملته. وعادت الليدي ماري إلى إنجلترا (يناير ١٧٦٢) بعد غيبة امتدت إحدى وعشرين سنة، إما لأن موت زوجها أزال عقبة خفية في سبيل رجوعها، وإما لأن سطوع نجم صهرها في عالم السياسة قد اجتذبها إلى وطنها.
غير أن الأجل لم يمهلها أكثر من سبعة أشهر، ولم تكن بالأشهر السعيدة. ذلك أن مطاردتها لألجاروتي، وأنباء كتلك التي أشاعها عنها هوراس ولبول، كانت قد سوأت سمعتها؛ ثم أن ابنتها لم تسعد بحبة أمها رغم حرصها على صحتها وراحتها. وفي يونيو بدأت الليدي ماري تشكو ورماً في صدرها. وتقبلت في هدوء مصارحة طبيبها لها بأنها مصابة بالسرطان، وقالت إنها عاشت من العمر ما يكفي. وماتت بعد شهور من الألم (٢١ أغسطس ١٧٦٢).
وكان من آخر طلباتها أن تنشر رسائلها لتعطي الفقراء جانبها من القصة، وتدعم حقها في تذكر الناس لها. ولكنها كانت قد عهدت بمخطوطاتها إلى ابنتها، فبذلت هذه الابنة (الليدي بيوت) التي غدت الآن زوجاً لرئيس الوزراء ما وسعها لتمنع نشرها. على أن الرسائل التي كتبتها من تركيا نسخت سراً قبل أن تسلم لابنتها، وصدرت في ١٧٦٣. وسرعان ما نفدت عدة طبعات منها، وكان من قرائها الذين ابتهجوا بها جونسن وجبون. أما النقاد الذين قسوا على المؤلفة وهي حية، فقد أسرفوا الآن في إطراء رسائلها. وكتب سمولت يقول إن الرسائل "لم يكتب نظيرها أي كاتب رسائل من أي جنس، أو سن، أو أمة" وفضلها فولتير على رسائل مدام سفنييه (١٤١). وقد