لعمل شَرَك دنيء ينصب للإيقاع بالناس (١٧١). وواجب الحكومة أن توفر أسباب الرفاهية لرعاياها، ولهذا ينبغي لها أن تضع الخطط الاقتصادية الكفيلة بتحقيق هذه الغاية (١٧٢). فعليها أن تفرض أكثر الضرائب على الأرض نفسها لا على ما تفعله أو ما يقام عليه من المنشآت (١٧٣)، وعليها أن تلغي كل العوائد الجمركية وأن تجعل التعليم عاماً وإجبارياً لأن هذا أصلح أساس لنشر الحضارة وتقدمها؛ "والقوانين الطيبة لا تعادل كسب الناس بالتعليم الطيب"(١٧٤). "وليس الذي يفرق بين الإنسان والحيوان الأعجم بالشيء الكثير، ولكن معظم الناس يطرحونه وراء ظهورهم، ولا يحتفظ به إلا عظماء الرجال"(١٧٥).
وفي وسعنا أن ندرك قدم المشاكل السياسية التي تواجه عصرنا المستنير، وموقفنا منها، وما نضعه لها من الحلول، إذا عرفنا أن منشيس قد نبذه الأمراء المتطرفون، وسخر منه الاشتراكيون والشيوعيون في عصره لمحافظته واستمساكه بالقديم. ولما قام شوشنج جزار الجنوب الهمجي ينادي بإنشاء دكتاتورية الصعاليك، ويطالب بأن يكون الصناع على رأس الدولة، "وأن يكون الفعلة هم الحكام" لما قام يدعو إلى هذا، واعتنق دعوته كثيرون من "المتعلمين"، كما اعتنق المتعلمون هذه الدعوة نفسها في أيامنا الحاضرة، وانضووا تحت لوائه، رفض منشيس هذه الفكرة بازدراء، وقال "إن الحكومة يجب أن يتولاها المتعلمون"(١٧٦). ولكنه ندد أيضاً بالفكرة القائلة إن الكسب يجب أن يكون هو الباعث على العمل في المجتمع الإنساني، وعاب على سونج كانج قوله إن الملوك يجب اكتسابهم لقضية السلام بإقناعهم في لغة هذه الأيام بأن الحرب عمل غير مربح. وفي هذا يقول:
"إن غرضك شريف، ولكن منطقك غير سليم. ذلك بأنك إذا اتخذت الكسب أساساً لحجتك، واستطعت أن تقنع بها ملوك تشين وتشي، وأعجب هؤلاء الملوك بفكرة الكسب فأمروا بوقف حركات جيوشهم، فإن كل المتصلين