"وكل هذا يتم بسرعة مريحة تتيح الرئيس الحصول في أسبوع واحد على مال أكثر مما يستطيع أن يحصل عليه رجل ذو مواهب فنية من أعلى المراتب في ثلاثة أشهر (٧) ". وندد بتجار الوجوه هؤلاء الذين جملوا وجوه زبائنهم إشباعاً لغرورهم واستدراراً لمالهم. أما هو فمذهبه أن يصور زبائنه بكل ما فيهم من دمامل وإلا فلا. فلما جلس إليه نبيل تغلب عليه سيماء القردة صوره هوجارث بإهانة مؤذية. ورفض اللورد أن يأخذ صورته إذ لم يكن قد رأى نفسه قط كما يراه الآخرون. فأرسل إليه المصور رسالة جاء فيها:
"المستر هوجارث يقدم إحتراماته الواجبة للورد-وإذا وجد أنه لا يريد أن يأخذ الصورة التي رسمت له، فهو يذكره مرة أخرى بحاجة المستر هوجارث إلى المال. فإذا لم يرسل سيادته في طلب الصورة خلال ثلاثة أيام، فسيبيعها، بعد إضافة ذيل وغيره من الملحقات الصغيرة، إلى المستر هير مقتني الوحوش الشهير؛ لأن المستر هوجارث قطع لذلك السيد عهداً بإعطائه الصورة لعرضها في معرض للصور (٨) " ..
ودفع اللورد المال.
وكان هوجارث واثقاً من أن في استطاعته أن يرسم صور الأشخاص كأي فنان قدير. وبينما كان يصور هنري فوكس (البارون هولاند فيما بعد) أخبر هوراس ولبول أنه وعد فوكس أنه إذا جلس متبعاً تعليماته فإنه سيرسم له صورة لا تقل روعة عن صور روبنز أو فانديك (٩)، وهو ما صدم هوراس في الصميم من تقاليده. وربما برر كثير من لوحات هوجارث التي رسمها للذكور استنكاراً ولبول لها، فالوجوه "مقلوبة" جداً، وبعضها يستحق وصف هوجارث الهازئ لبعض الصور الإنجليزية بالـ "ساكنة" ولكن يجب أن نستثني منها لوحة "السر توماس كورام" التي أسلفنا ذكرها في معرض الحديث عن الاحتفال بمستشفى اللقطاء الذي أسسه كورام، والذي ترى فيه صورته، فقد التقط هوجارث الطبيعة البارة بالناس في الوجه المبتسم، والخلق الحازم في اليدين المقبوضتين. ولقد كانت فرشاته، بوجه عام، أرفق بالنساء منها بالرجال. مثال ذلك أن "صورة سيدة" تنافس صور