في التصوير. "لقد راودتني بعض الآمال في أن ينجح فيما يسميه المغالون في إطراء الكتب "الأسلوب العظيم في تصوير التاريخ (٢٤)". وفي العقد الممتد من ١٧٣٥ إلى ١٧٤٥ أنتج صوراً رائعة كان عليها أن تنتظر قرناً لتحظى بالتقدير. فلوحة "الشاعر المحزون (٢٥)" هي القصة القديمة، قصة المؤلف الذي افتقر يطالب في إلحاح بإيجار مسكنه بينما تحيك زوجته في عصبية وينام قطه في رضي خلي من الهم. وحاولت لوحته "بركة بيت حسداً" رسم مشهد من الإنجيل، ولكن هوجارث تبله بحسناء نصف عارية تقف أمام المسيح وجهاً لوجه. ولم يكن الفنان معصوماً من إغراء جسد الأنثى، ففي محفورته "الممثلات المتجولات يرتدين ثيابهن في جرن" خلع على هذا الجسد الفتنة والإغراء بالثياب نصف المجردة. وتقرب لوحة "السامري الصالح (٢٦)" من مستوى "أئمة التصوير القدامى". وألطف منها لوحة كبيرة سماها "ديفد جاريك في دور رتشارد الثالث (٢٧)" وقد كلفه بها رجل يدعى دنكوم دفع فيها مائتي جنيه، وهذا أغلى ثمن دفع لمصور إنجليزي إلى ذلك الحين.
ومع ذلك لم تظفر هذه الأعمال باستحسان النقاد. فعاد هوجارث (١٧٥) إلى هجو الحياة اللندنية في محفورات أكد فيها المنقاش درساً أخلاقياً بقصة. ففي المشهد الأول من "الزواج العصري" يتعاقد إيرل مفلس مصاب بالنقرس ليزوج لقبه وابنه الكاره فتاة كارهة هي ابنة حاكم إقليمي غني. ويعرض الإيرل نسب الأسرة في شكل شجرة على درج، ويرش المحامي المسحوق المجفف على التوقيعات، ثم يدير العريس ظهره للعروس التي تلقى أذناً مصغية لعشيقها، ويختص كلبان نفسيهما بالسلام العائلي. وفي المنظر التالي يبدو الزوجان وقد تخاصما. فقد عاد اللورد الشاب منهوكاً من مغامرة أنفق فيها ليلة ودلت على طبيعتها قلنسوة فتاة من الدنتللا تطل من جيبه؛ أما الزوجة الشابة فتتثاءب بعد أن قضت الليل ترفه عن أصحابها بالموسيقى والقمار و "الدردشة"، وهنا أيضاً ليس هناك مخلوق سعيد إلا الكلب. أما المشهد الثالث فهو هوجارث في أجرأ حالاته، ترى فيه اللورد الوغد يأتي بخليلته إلى طبيب دجال ليجهضها. والنظر الرابع يرينا الزوجة أثناء ترجيل شعرها في استقبال الصباح، ونرى عشيقها معها وهي تتجاهل الموسيقى التي يعزفها أو يغنيها