واقتبست اللحن لفترات شتى تسع عشرة دولة، لحنت به أغاني وطنية، ومن هذه الدول ألمانيا وسويسرا والدنمرك والولايات المتحدة الأمريكية-التي أحلت في ١٩٣١ محل "أمريكا" نشيداً قومياً "الراية المرصعة بالنجوم" يغني وفق لحن عسير من أغنية شراب إنجليزية عتيقة.
ويدل رواج الأغاني الرقيقة في إنجلترا على ذوق موسيقي واسع الانتشار. فكان في كل بيت هاربسيكورد فيما عدا بيوت الفقراء، وكان كل إنسان تقريباً يعزف على إحدى الآلات الموسيقية، وتوفر من العازفين في الاحتفال بذكرى هندل عام سنة ١٧٨٤ بدير وستمنستر عدد يكفي للعزف على خمسة وتسعين كماناً، وست وعشرين فيولا، وإحدى وعشرين فيولنتشللو، وخمسة عشر دبل باصاً، وستة نايات، وست وعشرين أوبوا، واثني عشر بوقاً، واثني عشر نفيراً، وست ترمبونات، وأربعة طبول، مع فرقة غنائية من تسعة وخمسين سوبرانو، وثمانية وأربعين تينوراً وأربعة وثمانين باصاً-وهذا عدد كان خليقاً لكبره بأن يرتجف له هندل فرقاً في مقبرته بالدير. ولم يدخل الكلارينت إلا في أواخر القرن. وكان هناك أراغن رائعة، وعازفون عظماء عليها مثل موريس جرين الذي كانت أناشيده وتسبيحات شكره-مع تلك التي لحنها هندل وبويس-هي تقريباً موسيقى إنجلترا الكنسية الوحيدة الجديرة بالذكر في ذلك العصر.
أما وليم بويس فقد ارتقى حتى أصبح مديراً للفرقة الموسيقية الملكية (أي الأوركسترا) وعازف الأرغن في الكنيسة الملكية رغم ما شاب سمعه من خلل في صباه. وكان أول "مايسترو" يقود العازفين واقفاً. أما هندل ومعاصروه الآخرون فكانوا يقودونهم من الأرغن أو الهاربسيكورد وما زالت بعض أناشيده-لا سيما "على أنهار بابل"-تسمع في الكنائس الأنجليكانية، وما زالت البيوت الإنجليزية تسمع على الأقل أغنيتين من أغانيه "قلوب من البلوط" التي كتبها لإحدى تمثيليات