للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جاريك الإيمائية، و "رفقاً في هبوبك يا نسيم الجنوب" وهو لحن في كنتانا "سليمان". أما سمفونياته فتبدو ضعيفة هزيلة لآذاننا التي عراها الذبول.

كان الشيء المثير الوحيد في دنيا الموسيقى الإنجليزية في مطلع القرن الثامن عشر هو مجيء الأوبرا، وكانت هناك عروض سابقة ترجع إلى عام ١٦٧٤، ولكن الأوبرا لم تستهو المزاج الإنجليزي إلا حين قدم المغنون الإيطاليون من روما في ١٧٠٢. وفي ١٧٠٨ صدمت لندن وافتتنت بصوت مغن سوبرانو، خصي ( castrato) يدعى نيكوليني. وتلاه مغنون خصيان آخرون، وقد ألفتهم إنجلترا، وكادت تجن بصوت فارينللي. فما وافى عام ١٧١٠ حتى كان في لندن من المغنين الإيطاليين عدد أتاح لهم تقدير أول أوبرا فيها بالإيطالية دون غيرها. وقامت الاحتجاجات الكثيرة على هذا الغزو. وخصص له أديسون العدد الثامن عشر من صحيفته "سبكتيتور" مستهدفاً:

"أن يسلم إلى الأجيال القادمة وصفاً أميناً للأوبرا الإيطالية .... أن حفدتنا البعيدين سيشتد فضولهم لمعرفة السر في أن أجدادهم اعتادوا الجلوس معاً كأنهم جمهور من الأجانب في وطنهم ليستمعوا إلى تمثيليات بأكملها تمثل أمامهم بلسان لا يفهمونه".

واستنتج من حبكات هذه التمثيليات أنه ما من شيء في الأوبرا "يصلح للتلحين الجيد إلا كان لغواً فارغاً". وسخر من المناظر التي يغازل فيها البطل حبيبته بالإيطالية، فترد البطلة بالإنجليزية-وكأن اللغة أمر ذو بال في مثل هذه الأزمات. واعترض على المناظر المسرحية المسرفة-على العصافير الحقيقية التي تطير حول المسرح، ونيكوليني يرتعش في قارب مكشوف على بحر من الورق المقوى.

وكان في صدر أديسون ضغينة يريد شفاءها، فقد كتب النص لأوبرا توماس كلايتون الإنجليزية "روزامووند" التي فشلت (٣٨). وأغلب الظن أن ثورته (٢١ مارس ١٧١١) فجرها العرض الأول (٢٤ فبراير) لأوبرا إيطالية تسمى "رينالدو" في دار أوبرا هايماركت.