للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السوناتات (التي بقي منها ست)، وحذق العزف على الأرغن إلى حد حمل تساخاو والأبوين المستسلمين على إيفاده إلى برلين ليعزف أمام صوفيا شارلوت ناخبة براندنبورج المثقفة، التي ستصبح عما قليل ملكة بروسيا. فلما عاد جيورج إلى هاله (١٦٩٧) وجد أن أباه قد مات. أما أمه فعمرت إلى سنة ١٧٢٩.

وفي ١٧٠٢ دخل جامعة هاله ليحضر لمهنة المحاماة في ظاهر الأمر. وبعد شهر عينه القائمون على الكتدرائية الكلفنية في هاله مكان عازف أرغنهم السكير. أما العبقري الشاب الذي لا يستقر على حال، والذي هفت نفسه إلى مجال أرحب، فبعد أن قضي عاماً واحداً هناك اقتلع كل جذوره التي في هاله باستثناء حبه المقيم لأمه وانطلق ميمماً هامبورج، حيث كان الناس يحبون الموسيقى حباً يكاد يبلغ حبهم للمال. وكان في هامبورج داراً للأوبرا منذ ١٦٧٨. هناك وجد هندل، وهو في الثامنة عشرة، مكاناً له عازفاً ثانياً للكمان. وصادق يوهان ماتيسون البالغ من العمر اثنتين وعشرين عاماً، و"التينور" الأول في الأولبرا، الذي أصبح بعد ذلك أشهر النقاد الموسيقيين في القرن الثامن عشر. ورحلا معه إلى لوبك (أغسطس ١٧٠٣) ليستمعا إلى الشيخ بوكستيهودي يعزف، ويتحسسا إمكان خلافته في العزف على الأرغن في كنيسة مارينكرشي، ووجدا أن خليفته يجب أن يتزوج ابنة هذا الشيخ. فنظرا إلى الشيخ وابنته ثم رحلا عن المدينة.

وانهارت صداقتهما في مبارزة سخيفة سخف المبارزات في أي مسرحية. ذلك أنه في ٢٠ أكتوبر ١٧٠٤ أخرج ماتيسون أوبراه "كليوبطره" ومثل دور البطل فيها. ولقيت نجاحاً لا شك فيه، وأعيد تمثيلياً مراراً. وفي هذه الحفلات قاد هندل الأوركسترا والمغنين من الهاربسيكورد. وكان ماتيسون أحياناً ينزل من خشبة المسرح بعد أن يموت في دور أنطونيوس، وفي نشوة الفخر يأخذ مكان صديقه قائداً وعازفاً على الهاربسيكورد، ويسعد بنصيب من التصفيق الأخير. وفي ٥ ديسمبر أبى هندل أن يحل صديقه محله على هذا النحو. فألحق الصديقان الأوبرا بشجار ساخن، وعقب انتهاء التمثيل سارا إلى الميدان العام، واستلا سيفيهما، واقتتلا على أنغام المديح من رعاة الأوبرا