والمارة. وصك سيف ماتيسون زراً معدنياً على سترة هندل فانكسر. وانقلبت المأساة مهزلة في نظر الجميع إلا بطليها، وراحا يجتران سخطهما إلى أن قبل مدير الفرقة أوبرا هندل "الميرا" التي احتاجت إلى ماتيسون ليؤدي دور التينور. وأعاد نجاح الأوبرا (٨ يناير ١٧٠٥) الخصمين صديقين كما كنا من قبل.
وأحب الناس أوبرا "الميرا"، التي احتوت على واحد وأربعين لحناً بالألمانية وخمسة عشر بالإيطالية، حباً أتاح عرضها عشرين مرة في سبعة أسابيع. ودب دبيب الغيرة في قلب راينهارت كايزر الذي كان مشرفاً على الفرقة ومؤلفاً لمعظم أوبراتها. وضعفت شبيه أوبرا هامبورج، وعاش هندل عامين على دخل ضعيف. وكان الأمير جوفان جاستوني دي مديتشي، أثناء مروره بهامبورج، قد نصحه بأن يرحل إلى إيطاليا حيث يجن الناس كلهم بالموسيقى ويصدح حتى خدم المطاعم بالأغاني الجميلة. واقتحم هندل ثلوج جبال الألب في ديسمبر وفي محفظته مائتا دوقاتية، وخطاب من جاستوني إلى أخيه فرديناند وجد جيوب فرديناند منيعة نزل إلى روما. ولكن دار الأوبرا هناك كان قد أغلقها البابا إنوسنت الثاني عشر باعتبارها بؤرة للفساد. وعزف هندل على الأرغن في كنيسة سان جوفاني لاترانو، وصفق له الجمهور عازماً بارعاً، ولكنه عاد إلى فلورنسة لأن أحداً لم يرد أن يخرج أوبراه الجديدة. هناك وجد جاستوني الذي دافع عنه، ففتح فرديناند كيس نقوده، ومثلت "رودريجو"، وسر الجميع بها، ونفح فرديناند مؤلفها الشاب بمائة سكوين (٣٠٠ دولار؟) وطقم عشاء من الخزف. ولكن فلورنسة لم يكن بها دار أوبرا عامة، أما البندقية فكان بها ست عشرة داراً. ومن ثم مضي هندل إلى البندقية.
كان ذلك في خريف ١٧٠٧، وملكة الأدرياتي مبهورة بسحر أليساندرو سكارلاتي، تصفق لأعظم أوبراته "مترداتي أوباتوري"، فلا مجال فيها لألمان شاب حديث العهد بتعلم أسرار الميلوديا الإيطالية ودرس هندل أوبرات سكارلاتي، ووجد له صديقاً وفياً في ابن اليساندرو. وتقول الرواية أنه حين عزف هندل وهو مقنع على الهاربسيكورد في حفلة تنكرية في البندقية، صاح دومنيكو سكارلاتي