للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ووعدت بأن تغطي نفقات هندل. ولكن حين أخرج بوربورا أوبرا "بوليفيمو" (أول فبراير) التي لعب فيها فارنيللي دور البطل، لم يستطع الملك ولا الملكة ولا الحاشية أن يمتنعوا عن مشاهدتها، وفاقت في مرات عرضها "أرتازيرسي"، بينما لم تلبث أوبرا هندل "التشينا" (١٦ أبريل) أن أقفر مسرحها من رواده-ولو أن ألحاناً أوركسترالية متتابعة (سويت) من موسيقاها لا تزال تظهر على البرامج اليوم. واعتزل هندل ساحة القتال نصف سنة ليطبب آلامه الروماتزمية بمياه ينابيع تنبردج.

وفي ١٩ فبراير عاد إلى كوفنت جادرن بأوراتوريو لحنها القصيدة درايدن "وليمة الاسكندر". كتب معاصر أن جمهور الألف والثلاثمائة مشاهد الذين ملأوا المسرح استقبلوا الأوراتوريو بصفيق "ندر أن سمع في لندن (٥٤) ". وتعزى هندل بربح منها بلغ ٤٥٠ جنيهاً، ولكن القصيدة كانت أهزل من أن تحتمل إعادة عرضها أكثر من أربع مرات، رغم أن هندل قام بعزف مثير على الأرغن في فترة الاستراحة، وانقلب المؤلف-المخرج-القائد-العازف اليائس من الأوبرا من جديد. وفي ١٢ مايو قدم "أطلانطا" مسرحية رعوية تحتفل بزواج أمير ويلز. وكان قد دعا من إيطاليا مغنياً خصياً جديداً يدعى جيتسيللو (جواكينو كونتي) لغناء السوبرانو، وخص دوره بلحن (كاري سلفي" وهو من أجمل وأخلد أغانيه. وبلغ من سرور فردريك أنه نقل رعايته من فرقة بوربورا إلى فرقة هندل، ولكن هذا النصر كدر إلغاء الملك لتبرعه السنوي بألف جنيه لمشروع هندل حين سمع بالخطوة التي اتخذها ابنه.

وكف بوربورا عن المعركة في ربيع ١٧٣٦. وملأ هندل مسرحه بمناوبة الأوبرا مع الأوراتوريو، وأضاف إلى فرقة "جوستينو" (١٦ فبراير ١٧٣٧) "الدببة، والحيوانات الغريبة، والتنانين التي تقذف النار (٥٥) ". ولكن الجهد الذي اقتضته مسئولياته المنوعة حطمه. وفي أبريل أصابه انهيار عصبي، ونقطة شلت ذراعه اليمنى فترة. وفي ١٨ مايو عرض "برينيتشي"، آخر أوبرا كتبها لفرقته. ثم أغلق مسرحه في أول يونيو مثقلاً بديون كثيرة، متعهداً بالوفاء بها جميعاً كاملة، وقد فعل. وبعد عشرة أيام حلت "أوبرا الأشراف"